يبدو أن هناك جهات مسؤولة تحاول إقبار فريق نهضة سطات ومحوه من الخارطة الكروية الوطنية، وذلك من خلال قرارات غريبة، وضدا على الديمقراطية، وكذا ضدا على إرادة محبي هذا النادي العريق. انطلقت الحكاية من القرار القاضي برفض باشا المدينة منح ترخيص الإيداع المؤقت لملف المكتب الجديد للفريق المنبثق عن الجمع العام الأخير للنهضة، والذي عرف انتخاب عبد اللطيف قيلش رئيسا للنادي لمدة أربع سنوات وبمشاركة جميع الأطراف التي يخول لها القانون حضور الجمع العام، بما في ذلك جامعة كرة القدم. وكان ممثل السلطة المحلية قد علل قرار رفض منح الترخيص لمكتب الفريق بداعي أن مندوب وزارة الشباب والرياضة أشعر المصالح العامة، بأن الجمع العام قرر تكوين لجنة مؤقتة وليس مكتبا مسيرا، وهو تبرير غير صحيح لاعتبارات شخصية. إذا هناك سياسة ممنهجة يراد بها القضاء على هذا الفريق العريق الذي كان الممثل الوحيد لمنطقة الشاوية بالمنتظم الكروي الأول منذ انطلاق البطولة الوطنية، والذي أنجب مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين أبلوا البلاء الحسن داخل المنتخبات الوطنية، كما شارك في أقوى التظاهرات آنذاك القارية (شمال إفريقيا) والدولية (كأس المغفور له محمد الخامس). ويمكن القول أن نقطة التراجع والتواضع الذي عرفها الفريق السطاتي تعود إلى نهاية عهد الرجل الأول داخل الفريق المرحوم إدريس البصري، لأن فور سقوطه من أعلى هرم السلطة، تخلى الجميع عن «النهيضة» من مستشهرين ومحتضنين ورجال أعمال وأعيان، ليدخل الفريق منعطفا مظلما لم تنفع معه طريقة التسيير الحالية والتي كانت تنحصر بين أسماء معينة، وإن كانت هذه الأخيرة ظلت تتحمل مسؤولية قيادة الفريق بمفردها دون أن يتم أي دعم من أية جهة كانت. ما يعرفه الشارع السطاتي من تحولات جديدة داخل الخارطة الكروية بالمدينة، تظهر بجلاء اللعبة المكشوفة، وبدل أن يتم جمع شمل الفريق الأول بالمنطقة ودعمه من طرف كل المكونات المدينة والإقليم، تم إحداث فريق ثاني أطلق عليه إسم «أشبال الشاوية» يترأسه اللاعب الدولي السابق خالد رغيب ويضم مجموعة من اللاعبين الذين سبق لهم أن حملوا قميص الأزرق، بالإضافة إلى رجال أعمال ومنتخبون وسلطات محلية.... نحن لسنا ضد فكرة إنشاء فريق جديد بهذه المدينة، بل بالعكس نشجع مثل هذه المبادرة، لكن لا يجب تغليب مصلحة جهة على أخرى، خاصة إذا علمنا أن المجلس البلدي خصص لمنحة تصل إلى 150 مليون سنتيم لفريق لم يدمر على ميلاده سوى بضعة أشهر، فيما تدير هذه الهيئة المنتخبة ظهرها لأقدم فريق بالمنطقة والذي تكالبت عليه الظروف لترمي به إلى قسم الهواة دون أي دعم لحسابات شخصية. فالجميع تنكر للنهيضة وانساق وراء رغبة بعض الجهات النافذة في عدم تقديم الدعم المعنوي واللوجيستيكي للفريق الجديد، وذلك كناية في أشخاص بعينهم، في وقت كان على الجميع العمل على الحفاظ على هذا الإرث الكروي الذي ناضل من أجله رجالات الشاوية، مع العلم أن الحفاظ على تواجد الفريق طيلة كل هذه السنوات يعود لأشخاص معدودين تحملوا مسؤولية التسيير في ظروف يعرفها جميع السطاتيين، رغم الإكراهات المالية التي كانت سببا مباشرا في ما وصل إليه الفريق حاليا. ما يحدث حاليا لنهضة سطات اليوم لا يسر حال أغلب مناصريه الذين رفعوا لافتات الإحتجاج خلال إحدى مباريات الفريق، متهمين فيها جهات مسؤولة بمحاولة إقباره والقضاء على ما تبقى منه، وإن كانت الظروف السالفة الذكر قد حطمت كبرياءه ورمت به إلى منطقة لا تتناسب وتاريخه الكروي. فقد كان حريا بالمسؤولين المحليين والمنتخبين بعاصمة الشاوية، عدم الوقوف موقفا منحازا لجهة معينة، والعمل على تخصيص دعم للفريقين معا، لأن ذلك من شأنه أن يولد صراعات قد تضر بهذه بالرياضة في هذه المنطقة، مع ضرورة تفادي الدخول في حسابات شخصية هي في غنى عنها، كما أن السلطات المحلية يجب أن تلعب هي الأخرى دور الحياد دون تغليب مصلحة جهة على أخرى. لأن الأشخاص يزولون والفرق تستمر...