احتفى النادي السينمائي بسيدي عثمان بالدارالبيضاء، بالطاقم الفني والتقني للسلسلة الدرامية «احديدان»، التي بثتها القناة الثانية للتلفزة المغربية، والتي من المرتقب أن يتم إنجاز جزء ثان لها، أواخر السنة القادمة، بالنظر للتجاوب الملحوظ الذي أبداه المشاهدون، مع الجزء الأول، منذ حلقاته الأولى، إلى غاية نهايته، لا بل كان هناك من يتمنى أن لا ينتهي هذا الجزء. كان الاحتفاء الذي تم بدار الشباب سيدي عثمان، ليلة الجمعة الماضية، مفعما بالمحبة والتقدير لكافة المشاركين في سلسلة احديدان. حضر بطل السلسلة كمال كاظمي، الذي شخص دور «احديدان»، كما حضرت المخرجة فاطمة بوبكدي، التي استقبلها الجمهور بالزغاريد، إلى جانب العديد من المشاركين في السلسلة: صلاح الدين بنموسى، فاطمة وشاي،وآخرين، وطبعا تعذر على البعض الآخر الحضور لظروف قاهرة. غير أن اللافت للانتباه حضور والدة الممثلة الراحلة عائشة مناف، وكان لهذا الحضور رمزية خاصة، بالنظر إلى الدور الأساسي الذي أدته هذه الممثلة في سلسلة احديدان، إلى حد أنها قاومت مضاعفات مرضها الخبيث، من أجل أداء هذا الدور، إلى أن غيبها الموت، وهي في أوج عطائها الفني. وبالنظر إلى أن هذه السلسلة، كانت قد استقطبت الأطفال كذلك، وبنسبة كبيرة؛ فقد أصروا على الحضور لهذا الحفل التكريمي، بالرغم من أن رئيس اللجنة المنظمة كان يصر على منعهم من الولوج، مؤكدا على أن هذا اللقاء خاص بالكبار فقط، وأن موعدهم هو الصبيحات التي دأبت دار الشباب على تنظيمها، خصوصا أيام الأحد. وظلت فئة كبيرة من الأطفال تنتظر عند مدخل دارالشباب، حتى ساعة متأخرة من الليل، مترقبة بفارغ الصبر، ظهور «احديدان» أو «اجميعة» أو «الكمشة» أو غيرهم من نجوم السلسلة الدرامية «احديدان»، لالتقاط صور تذكارية معهم. اعتبر عبدالحق مبشور رئيس النادي السينمائي الذي سهر على تنظيم هذا اللقاء التكريمي، أن الدافع إلى القيام بهذه الالتفاتة الرمزية إلى السلسلة الدرامية احديدان، يرجع بالأساس إلى تمكنها من عقد مصالحة بين الجمهور والدراما المغربية، حيث أن هذه السلسلة حققت قفزة تاريخية على مستوى نسبة المشاهدة. وعبر كمال كاظمي الذي أدى دور «احديدان» عن فرحه بهذه المناسبة، مذكرا بأن حي سيدي عثمان، الذي احتضن هذا اللقاء الاحتفائي، هو حيه، وأن الوجوه الحاضرة، اعتاد على رؤيتها كما اعتادت على رؤيته،للدلالة على أنه بالرغم من النجومية التي حظي بها؛ فإنه لم ينفصل عن جذوره، أو ينعزل في برج عاجي. وأبدت مخرجة السلسلة فاطمة بوبكدي ، إحساسها بالمفاجأة، وبحرارة الجمهور،موجهة شكرها إلى القناة الثانية للتلفزة المغربية التي أنتجت سلسلتها،على نظمها لخيط رابط بينها وبين جمهور تحبه وتحترمه، مؤكدة على أن أعمالها الدرامية، لا تعتبرها أبناءها، كما درج البعض على القول، ولكن من تعتبرهم أبناءها بالأولى، هم الجمهور، وهذا من بين أسباب نجاحها في ممارستها الفنية. واستحضر صلاح الدين بنموسى باعتزاز مناسبة تتويج هذه السلسلة الدرامية ذاتها، في محافل دولية، وبالأخص في مهرجان الأردن للإعلام العربي، حيث نالت الميدالية الذهبية. لقد أجمع الكثير من الحاضرين على أن ثمة العديد من المزايا التي جعلت سلسلة احديدان، تحظى بتجاوب ملحوظ من قبل المشاهدين، من هذه المزايا: إعادة الاعتبار إلى تراثنا الشعبي، بكل ما يحفل به من طقوس وعادات وسلوك وعمران ولباس وما إلى ذلك، الصدق في الأداء الفني، العناية باختيار الممثلين المؤهلين لتشخيص الدور الذي يناسبهم،دون الخضوع للحسابات الضيقة.