شكلت النهضة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة والمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها، محور اجتماع عقد أول أمس الأحد في صورينتو (جهة نابولي -جنوب ايطاليا) بين وفد من مدينة العيون ومقاولين وفاعلين اقتصاديين بهذه المدينة الايطالية. ويتعلق الأمر بأول اجتماع من نوعه بين فاعلين اقتصاديين بالمدينتين اللتين ترتبطان باتفاق للتوأمة الذي وقع عقده الثاني، يوم السبت الأخير، جيوسيبي كوومو عمدة مدينة صورينتو ورئيس الجماعة الحضرية للعيون حمدي ولد الرشيد الذي حل بصورينتو على رأس وفد هام يمثل هذه المدينة المغربية. وقدم أعضاء الوفد المغربي، بهذه المناسبة، عرضا مفصلا عن الإنجازات التي تم تحقيقها في العيون في مختلف الميادين، والمشاريع التنموية الكبرى الجارية فضلا عن العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة. وخلال الاجتماع، تم التأكيد على ضرورة وضع في أقرب الآجال لجنة دائمة للتتبع مكلفة باستكشاف القطاعات ذات الأولوية للشراكة بين المدينتين المتوأمتين قصد إعطاء دفعة لتعاونهما مع مطلع سنة2011. وفي هذا الصدد، أبدى الطرفان اهتماما خاصة بالسياحة، خاصة في ما يتعلق بالتكوين المهني والصيد البحري والصناعة التقليدية والبناء بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي راكمها المنعشون الاقتصاديون بصورينتو في هذه المجالات. وتتجلى الأهمية الخاصة التي تكتسيها السياحة في صورينتو في الطاقة الاستيعابية بهذه المدينة التي تبلغ 20 ألف سريرعلى الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 16 ألف نسمة. كما تضم صورينتو واحدة من المدارس المرموقة في إيطاليا للتكوين المهني في مهن السياحة. وأبرز حسن أبو أيوب سفير المغرب بإيطاليا، في كلمة خلال هذا اللقاء الإمكانات والمؤهلات التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية خاصة في مجال السياحة. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذه المناطق،تتميز بموقعها كمفترق طرق، وهو تقليد عريق في مجال التجارة والمبادلات مع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشددا على أن هذا الطابع الخاص لمدينة العيون يؤهلها لتصبح مركزا رئيسيا. ودعا أبو أيوب الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الايطاليين إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لهم في الأقاليم الجنوبية في مختلف القطاعات. ودعا السفير إلى تبادل الزيارات بين مسؤولي المدينتين من أجل تحديد الحاجات والقطاعات التي يتعين استكشافها. كما شدد على أهمية النهوض بالتكوين المهني والجامعي عن بعد لفائدة الشباب ووالمهنيين من العيون، من جانبه، أعرب أحمد الخريف، وهو برلماني ونائب رئيس الجماعة الحضرية للعيون عن استعداد المدينة استقبال في الأسابيع المقبلة الأعضاء الإيطاليين للجنة التتبع، والقيام بالمناسبة بالإطلاق الفعلي للخطوات الأولى لهذه الشراكة الواعدة. وأكد على أن المنعشين الإيطاليين مدعوون لتعزيز حضورهم في جميع جهات المغرب حتى ترتقي المبادلات إلى مستوى طموحات البلدين. وتميز هذا اللقاء الذي جرى بحضور منعشين اقتصاديين محليين وممثلي أرباب المقاولات ومنتخبين، بتقديم عرض حول التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. وتطرق سيدي صالح داحا، مسؤول التعاون الدولي بوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية لمختلف الجوانب المختلفة للبرنامج الاستراتيجي التنموي الطموح الذي تم إطلاقه في هذه المناطق من المملكة منذ السنوات الأولى لاسترجاعها. كما أبرز المشاريع الكبرى المنجزة لفائدة السكان المحليين خاصة تلك التي لها تأثير مباشر على الحياة اليومية. وأشار داحا في هذا الصدد إلى أن الأقاليم الجنوبية توجد على رأس قائمة جميع الأقاليم بالمغرب على مستوى مؤشرات الأداء في مجال التنمية البشرية. وعبر المستثمرون الإيطاليون عن اهتمامهم بمختلف الأوراش التي تم إطلاقها على الخصوص في جهة العيون معربين عن إعجابهم بالمشاريع الكبرى والفرص التي توفرها الأقاليم الجنوبية. ويأتي اللقاء بين وفد مدينة العيون والمقاولين والمنعشين الإيطاليين غداة التوقيع على العقد الثاني للتوأمة الذي يربط المدينتين منذ أبريل 2009. وقد تم تنظيم حفل رسمي، بهذه المناسبة، بمقر بلدية صورنتو، بمشاركة الوفد المغربي وسلطات المدينة الإيطالية، وعلى رأسها العمدة. وينص اتفاق التوأمة على الخصوص على إقامة علاقات تعاون بين المدينتين ودعم المبادلات الدائمة في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياحية والتجارية والعلمية. كما يرسخ هذا الاتفاق المساهمة المشتركة في تعزيز مثل السلم والصداقة، والتفاهم بين العالمين الإسلامي والمسيحي، وترسيخ الحوار بين ضفتي المتوسط. وضم الوفد المغربي إلى جانب ولد الرشيد ولخريف وداحا كلا من الطيب الموساوي (برلماني ورئيس غرفة التجارة والصناعة بالعيون)، وغيزلات مولاي أحمد رجل أعمال وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وسيداتي غلاوي منسق الوفد.