السلطات المغربية تقرر إغلاق 8 مطارات ولارام تلغي أمس أكثر من 20 رحلة خارجية وداخلية أرغمت سحابة الرماد البركاني، التي غطت جل المجال الجوي المغربي، أمس الثلاثاء، السلطات المغربية على إغلاق مزيد من المطارات، وعلى اتخاذ تدابير استعجالية، خاصة بعد التأكد من تواصل تواجدها بسمك يتعدى 11 كيلومتر من أقصى الشرق إلى منتصف المحيط الأطلسي. وقالت نادية بنزاكور، مسؤولة التواصل بالمكتب الوطني للمطارات لبيان اليوم، أن العديد من الرحلات الخارجية والداخلية تأثرت بهذا المعطى الطبيعي، الذي يصعب التحكم فيه نتيجة تقلبات اتجاه الريح، والذي أرغم الفضاءات الجوية التابعة لسلطات الطيران المدني بإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وتركيا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وأمريكا الشمالية، على مواصلة إغلاق مطاراتها، بشكل متقطع، كإجراء أمنى. وكان مطار طنجة ابن بطوطة أول مطار مغربي شهد، منذ يوم الجمعة الماضي، حالة استنفار قصوى، تحسبا لأي تطورات، بعد اجتياح السحاب البركاني للبرتغال، قبل أن يتم إغلاقه نهائيا. ويعتبر تموقع المطار على بوابة المغرب الشمالية الدافع الرئيسي لحالة الاستنفار المبكرة التي تلاها قرار الإغلاق في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء. فحسب تصريح أدلى به لبيان مساعد بوشتة، مدير مطار طنجة – ابن بطوطة، فقد تم، منذ يوم الجمعة الماضي، تشكيل لجنة لتدبير الأزمات، مكونة من جميع المتدخلين في القطاع، كان لها دور كبير في تفادي حالات الفوضى، وفي متابعة الوضع عن كتب، وخلق قنوات تواصل مع المسافرين. ويرى بوشتة مساعد أن دور اللجنة لا محيد عنه، سواء على مستوى متابعة المتغيرات الخارجية، أو على صعيد تفادي حالات الانتظار غير المجدية داخل باحة المطار وأمام الشبابيك والشاشات الإلكترونية، التي ظلت تشير، طوال يوم أمس، إلى إلغاء الرحلات الموجهة إلى مطارات بيرغامو /إيطاليا/ وشارل دوغول وبروكسيل ومدريد بالإضافة إلى مطار الدارالبيضاء. هذا الأخير شهد بدوره، طيلة يوم أمس، حركة غير اعتيادية، سواء على مستوى الازدحام الناتج عن إلغاء الرحلات، أو على صعيد تحركات أطر شركة لارام الذين ظلوا، على مدار أربع وعشرين ساعة، ملتصقين بأجهزتهم لالتقاط أي معلومات يتم التوصل بها من الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، المستعينة هي الأخرى بمعطيات دقيقة، تقدمها مراكز مراقبة البراكين ومصالح الأرصاد العالمية، أو من وزارة النقل والتجهيز. وإلى حدود الساعة الواحدة من زوال أمس، حينت هاته الأخيرة بلاغها القاضي بإغلاق مزيد من المطارات المغربية. وحسب تصريح أدلت به لبيان اليوم رجاء بنسعود مديرة التواصل بالخطوط الملكية المغربية، تم أمس إغلاق مطارات طنجة وتطوان والصويرة والرباط ومطار محمد الخامس بالدارالبيضاء الذي شهد إلغاء عشرين رحلة خارجية، كان من المقرر أن تتوجه إلى بروكسيل وباريس وأمستردام وتولوز ولندن وتونس وميلانو وليون واسطنبول وفرانكفورت. كما تم إلغاء ست رحلات داخلية نحو طنجة ووجدة والعيون ومراكش، بالإضافة إلى أكاد ير وطانطان وكلميم التي أغلقت مطاراتها في حدود الواحدة زوالا. وقد اضطرت لارام، وفق رجاء بنسعود، إلى الاستعانة بمطار فاس لنقل ركابها المتوجهين من الرباط إلى باريس، كما استعانت بالرحلات السياحية المسماة "نقطة إلى نقطة" –point à point – التي تم تشغيلها في ظروف عادية. وخلافا للتكهنات الأولية، لا يتوقع تواصل الرحلات وفتح المطارات المغلقة إلى حدود السابعة من مساء أمس. بل من الممكن أن يشهد الانسياب العادي للرحلات مزيدا من التعثر يومه الأربعاء في أحسن الأحوال. فحسب توضيحات قدمها محمد بلعوشي مدير التواصل بالأرصاد الجوية المغربية، واصلت السحابة الرمادية، البالغ مساحتها 5000 كيلومتر، اكتساح جل الأجواء المغربية متجهة نحو شمال غرب الجزائر. ومن غير المستبعد أن تظل جاثية داخل قطر يمتد من سلسلة جبال الأطلس إلى منتصف المحيط الأطلسي. وهو ما يعني مزيدا من المتاعب لشركة لارام، التي ترتهن عودة نشاطها الطبيعي بمسار الرماد البركاني، الذي تتحكم فيه، بدوره، حركة الرياح وقوة الانفجار في موطنه الأصلي بايسلاندا. ويظل التكهن بمستقبل الرحلات الجوية، حسب رجاء بنسعود، مستحيلا، مما يرغم الشركة على الاكتفاء بالمتابعة وحصر هامش تحركها في المساعدة، مشددة على أهمية التواصل، وداعية في هذا السياق كل المسافرين إلى الاستعلام قبل التوجه إلى المطار، والاتصال بمركز اتصال الشركة على الرقم (08 9000 0800 )، انطلاقا من المغرب تفاديا لأي طارئ قد يحول باحات المطارات المغربية إلى قاعات انتظار طويل في حال طول مقام السحابة البركانية في الأجواء المغربية.