احتضنت أكادير يوم 16 أكتوبر الجاري، وللسنة الخامسة على التوالي، حفل التسامح، وهو الحدث ذو الأبعاد الدولية، التي تتجلى من خلال جمعه بين فنانين من مختلف الآفاق حول قيم موحدة كالتسامح، السلام والحوار بين الثقافات. في أمسية استثنائية، غنى فنانون مغاربة و دوليون من أجل التسامح، كما تم تجنيد 300 تقني، واستقبال ضيوف قدموا من مختلف القارات من أجل جعل هذا الحدث من أفضل التظاهرات الإعلامية والعالمية وكذا إظهاره في أبهى صورة، و كان النجاح في الموعد بفضل برمجة من أعلى مستوى. تقاطر عشرات الآلاف من المهتمين بفن الموسيقى، مساء السبت الماضي، على شاطىء أكادير للاستمتاع بفقرات الحفل الموسيقي من أجل التسامح في دورته لسنة 2010، الذي افتتحته الفنانة شذى حسون، بأغنية جديدة باللهجة المغربية تحمل اسم «أرض الحبايب» عرفانا بدور المغرب فى تأسيس حياتها الفنية؛ وكانت من ألحان مروان خورى وتوزيع ناصر الأسعد، و نشط باقي فقراته 14 مغنيا من مختلف المشارب. وتناوبت على المنصة، التي أقيمت من أجل إحياء هذا الحفل الذي أريد له أن يكون، حسب المنظمين، مجالا للتعبير عن قيم السلام والحوار بين الثقافات ، أسماء فنية لامعة ك: غارو وشدى حسون وأمادو ومريام وجوليان بيريتا ويائيل نعيم وسوبيربوس وكنزة فرح وشريفة لونا والشاب بلال. وكانت هذه الأمسية التي امتدت من الثامنة والنصف مساء إلى حدود منتصف الليل، عبارة عن «خليط احتفالي لحوارات موسيقية» نال إعجاب الجمهور الذي تشكلت غالبيته من شباب حجوا بكثرة لمتابعة عرض مجاني أقيم في الهواء الطلق على شاطئ أكادير. وأشار المنظمون إلى أن «التنظيم المتكرر للحفل الموسيقي من أجل التسامح عبر شراكة بين فرنسا والمغرب والنجاح الذي تعرفه سنويا هذه التظاهرة بضفتي المتوسط ، يقدم الدليل على وجود تضامن دولي وأن هناك صداقة متينة تجمع بين البلدين». اذ تعد التظاهرة إنتاجا فرنسيا -مغربيا ، يمزج بين الإمكانيات والتقنيات المتطورة خدمة لحفل فني متفرد، تنظمه جمعية التسامح و(إليكترون ليبر للإنتاج) بشراكة مع بعض وسائل الإعلام ك (تي إف 1) و(تي في 5) ومجموعة (إن إر ج) والقناة الثانية». ويهدف المهرجان في المقام الأول إلى توعية الجمهور باحترام الاختلاف والانفتاح على مختلف الثقافات، بفضل اللغة العالمية الموحدة وهي الموسيقى. وتجدر الاشارة الى ان حفل التسامح ومنذ الدورة الأولى عرف نجاحا متزايدا، وذلك بفضل الشراكة مع رواد الإعلام وهكذا وصلت المتابعة الجماهيرية للدورة الأولى سنة 2006 إلى 150000 متفرج وأكثر من 200000 متفرج في الدورات الموالية. حدث عرف كيف يرفع من قيمته ويحافظ على رسالته الأساسية المتمثلة في نشر السلام والإخاء. وحسب المنظمين أيضا فان المهرجان وصل في دورته هذه إلى مرحلة النضج، وأصبح موعدا سنويا يترقبه العديد من المتتبعين، خصوصا بعد تبوئه مرتبة مهمة في قائمة اللقاءات الوطنية والدولية، المنفتحة على كل ثقافات العالم، ما يمنح أكادير فرصة لتحقيق نشاط اقتصادي وسياحي مزدهر، وسيساهم في خلق نوع من الدينامية، وتقديم صورة حضارية عن المغرب. مرة أخرى هذه السنة، جماهير غفيرة حضرت إلى شاطئ أكادير، لمشاهدة الحفل المجاني الذي يقدم نفسه قبل كل شيء، كمناسبة للقرب موجهة للعموم، تؤكد على التزامها باحترام تنوع الثقافات التي تميزه. يضاف إلى هذا الجمهور العريض، تشكيلة متنوعة من الفنانين الذين أصروا على المشاركة في برنامج التوعية، الذي يشكل الدعامة الأساسية لحفل التضامن، والذي يستهدف أكبر عدد ممكن من الجماهير في جو من التبادل والحوار. وعلى هامش الحفل أنجزت قناة (تي في 5 موند) ، مساء الجمعة، بأكادير برنامجين لمجلتها الموسيقية «أكوستيك». كما تم بث العرض الذي قدمه المنشط الفرنسي لوران بويي بقنوات دولية مثل (إم6) و(إر تي إل ) و(تي في 5 موند)، في حين يتم بثه في المغرب من طرف القناة الثانية (دوزيم). إن حفل التسامح يكتسب كل سنة شعبية أكثر وجماهير تزداد كل سنة. وقد كرم حفل الموسيقي من أجل التسامح، منذ انطلاق دورته الأولى قبل خمس سنوات، فنانين ذوي شهرة عالمية من أصول مغاربية وغيرها، كسميرة بنسعيد والشاب خالد وبوب سينكلار وزوكيرو. فنانون من مشارب مختلفة غنوا بأكادير من أجل التسامح.