أصبحت الشعودة متفشية في الملاعب الرياضية، خصوصا في القارة الإفريقية التي أصبحت مسرحا كبيرا لهذه الظاهرة، وإذ أعدنا بعقارب الساعة إلى الوراء وقمنا بفلاش باك للسنة الماضية برسم دوري الدرجة الثانية، فقد شهد ملعب البشير بالمحمدية مباراة بين إتحاد طنجة وأصحاب الأرض فريق إتحاد المحمدية وهي المباراة التي عرفت طقوسا غريبة، إذ أصر مدرب فريق ممثل البوغاز ماص ديانغ سيني السينغالي الجنسية، على إظهار خطة ميتافيزيقية للفوز على الضيوف، وذلك بملء قنينات بسائل لزج وكلف أحد الأعوان بصب السائل على خط المرمى والتماس، دون أن تسلم الكرة الرسمية للمباراة من لمسة المدرب. وهو ما أثار انتباه مسؤولي فريق اتحاد المحمدية وأثار حفيظتهم، فكان الحل هو التبول على الكرة لإبطال مفعول السحر. وغير بعيد عن المنطقة ذبح مسؤولو أمل سيدي بنور كبشا على أرضية الملعب البلدي للمدينة من أجل فك عقدة التعادلات بميدانهم، كما قام فريق يمارس ضمن بطولة القسم الثاني هواة بمنطقة سوس بالاستعانة بخدمات فقيه سوسي قادر على تجميد الماء في أرجل المهاجمين. وبالإنتقال إلى القارة الإفريقية، فقد شهد ملعب الجينرال سيني كزنتش خلال المباراة التي جمعت بين منتخب مصر ونظيره للنيجر، برسم منافسات الجولة الثانية للمجموعة السابعة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية 2012 مشهدا غريبا وطريفا قبل انطلاقها بدقائق، بعدما أظهرت الكاميرات وجود بعض الأشخاص النيجريين وهم يصطحبون «معزة» بجانب علم مصر، ويمروا بها على خط التماس، وهي المباراة التي انتهت لصالح منتخب نسور النيجر بتفوقهم بهدف دون مقابل على منتخب الفراعنة... السؤال يبقى هل الفوز كان عن جدارة واستحقاق، أم أن «المعزة» كانت لها الكلمة. جدير بالذكر أن أعضاء بعثة المنتخب المصري فوجئوا فور وصول البعثة إلى مطار نيامي بالنيجر، باستقبال حافل لأحد السحرة والذي أحضر قطيع من الماعز وقام ببعض الطقوس الإفريقية. فلن نستغرب في المستقبل إذا قام المنتخب المغربي بتعزيز طاقمه بأحد السحرة، ممن له قدرة خارق على إبطال مفعول الخطط الهجومية للخصوم، وهو يحمل بطاقة مرافق مسلمة من طرف جامعة الكرة، على غرار بعض السحرة الأفارقة المعترف بهم. إلى ذلك الحين فمهما حاول البعض الخروج من الأزمة بالاستعانة بدهاء المشعوذين، واقتناع المسؤولين والمدربين بتخاريف الدجالين، فإن الكرة لن تطاوع هؤلاء بتحقيق مبتغاهم.