الشامي: توفير نظام مالي مشجع ومسطرة إدارية مبسطة دعامتان أساسيتان لتعزيز تنافسية المغرب دوليا شكل الملتقى الدولي لمهن «الأوتسورسيغ» و»الأوفشورينغ» الذي نظم نهاية الأسبوع الماضي بالبيضاء، فرصة للمغرب للاستفادة من الخبراء الدوليين في هذا المجال، وتبادل التجارب مع المهنيين المغاربة. وفي سياق ذلك، قال أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة، إن المغرب يعتبر من بين الوجهات الثلاثين للأوفشورينغ عبر العالم، مضيفا في تصريح لبيان اليوم، أن القطاع شهد دينامية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، الشيء الذي جعله في مقدمة الدول الرائدة في المنطقة. كما أبرز الشامي أن جاذبية المغرب في تزايد مستمر وأن السعي ينحو في اتجاه إنجاز كل ما من شأنه الرفع إلى أقصى حد ممكن من تنافسية المملكة. وأوضح الوزير، في حديثه للجريدة، أن هذا الطموح، المندرج في إطار مخطط الإقلاع، يواكبه ورش إحداث أرضيات للاستقبال من مستوى رفيع ونظام مالي مشجع ومسطرة إدارية مبسطة ومخطط طوعي لتنمية الموارد البشرية مع عرض بارز في مجال الاتصالات. كما أشاد بتنظيم ملتقى خبراء الآوتسورسينغ، الذي يشكل، في نظره، أرضية للتبادل تروم تحسين التنافسية المغربية في هذا المجال. مؤكدا على أن المغرب عازم على تحقيق أكبر عدد من مناصب الشغل في هذا القطاع. ومن جهته، أشار أنس العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، إلى الجهود المبذولة من قبل الصندوق لمواكبة أوراش التنمية الجاري تنفيذها عبر تراب المملكة بما فيها المتصلة بقطاع الأوفشورينغ. وقال في تدخله خلال افتتاح هذا الملتقى، إن الأمر يتعلق بتعزيز المكتسبات والدفع بالريادة الوطنية وتموقع المملكة، مبرزا أن هذا القطاع يشهد تنمية ملحوظة وتوجها نحو الجودة، ومضيفا في نفس الوقت أن صندوق الإيداع والتدبير يعد شريكا لمخطط الإقلاع ويواكب الإستراتيجية المحددة لإنعاش القطاع حيث أنه يعمل على تنمية عدد من المراكز الكبرى في كل من وجدة وأكادير ومراكش وتطوان، بعد إطلاق العنان ل`»كازانيرشور» و»تكنوبوليس» (الرباط-سلا). ومن جانبه أوضح رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب محمد حوراني، أن للمغرب مكانة على الخريطة الدولية الخاصة بوجهات الأوفشورينغ، مضيفا أن هذا القطاع يوظف حاليا أزيد من 30 ألف شخص. وأشار في كلمة له خلال هذا الملتقى إلى أن مخطط الإقلاع حدد من بين أهدافه خلق 70 ألف منصب شغل في هذا الميدان، مؤكدا أنه من الضروري إحداث تعاون فيما بين المخطط الرامي لتنمية الأوفشورينغ والإستراتيجية الرقمية للمغرب بهدف تمكين تقنيات الإعلام والاتصال من بلوغ حجم آخر من التطور. وإلى ذلك أيضا، ذكر حوراني بجهود المغرب في مجال التكوين الذي هم 35 ألف شخص من بينهم ستة آلاف مهندس. كما أبرز حوراني أن القطاع في المغرب حقق سنة 2009 رقم معاملات خاصة بالتصدير يفوق أربعة ملايير و500 مليون درهم. وعلى صعيد آخر، أكد الكاتب العام لمجموعة «كاب جيميني» ألان دونزو، في كلمة له بالمناسبة، أن المغرب يزخر بموارد ومواقع خاصة بأنشطة الأوفشورينغ، كما أنه غني على مستوى العرض المتعلق بمجال الاتصالات، واصفا إياه بالعرض الجيد والتنافسي. واستعرض الشروط النوعية التي يتوفر عليها قطاع الاتصالات، من قبيل مواكبة الاستثمار والإنشاء والتكوين، فضلا عن ميزات القرب الثقافي واللغوي، مضيفا أن العرض المهني على مستوى الأوفشورينغ متوفر كما أنه تنافسي وجذاب. مشيرا في ذات الوقت إلى الموارد البشرية المؤهلة التي يوفرها المغرب. وأجمع عدد من خبراء القطاع خلال حديثهم لبيان اليوم أن المغرب يشهد ثورة في هذا المجال، ما يفرض عليه الاستفادة منها قدر الإمكان، لتحقيق إقلاعه الصناعي الذي يطمح إليه. للإشارة، فإن «الأوتسورسينغ» «الإسناد الخارجي» يعتبر فرصة مهمة بالنسبة إلى المؤسسات التي تفضل تركيز مواردها على نشاطها الأصلي، بينما تقوم بتفويض مهام غير إستراتيجية إلى شركات مختصة بهدف تطوير جودة خدماتها لكسب معركة المنافسة أو فتح أسواق جديدة. أما الأوفشورينغ فيمثل العماد الأول لبرنامج الإقلاع الصناعي من خلال توفير بيئة ملائمة لتطويره وذلك عن طريق إحداث إطار قانوني محفز وتكوين ذي جودة للموارد البشرية وتنمية البنيات التحتية وموافقتها للمعايير الدولية. ويضم ملتقى خبراء الآوتسورسينغ، الذي تنظمه الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات و»ميدز» (فرع صندوق الإيداع والتدبير)، 150 مشاركا يناقشون مواضيع ذات الصلة بنقل الخدمات إلى الخارج وما يترتب عن ذلك من رهانات في الحاضر والمستقبل. ويوجد من بين المشاركين في الملتقى مهنيون دوليون يمثلون مقاولات ومؤسسات تهتم عن قرب بسيرورة نقل الخدمات إلى الخارج خاصة منها القادمة من الهند وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وبلجيكا.