الفاسي الفهري: الجائزة تعد شرفا وتكليفا وتشجيعا للمغرب على الاستمرار في القيام بالجهود المعترف بها دوليا تسلم المغرب، أول أمس الاثنين بشنغهاي، الجائزة الشرفية للإسكان لمنظمة الأممالمتحدة «إسكان 2010» عن برنامجه الوطني لمحاربة السكن غير اللائق الذي يروم، بشكل خاص، القضاء على أحياء الصفيح في المدن والمراكز الحضرية. وتم تسليم الجائزة لرئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، خلال حفل نظمته الأممالمتحدة في إطار تخليد اليوم العالمي للإسكان تحت شعار «مدينة أفضل لحياة فضلى». وأكد الطيب الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة عقب حفل تسليم الجائزة، بأن «هذا الجائزة الهامة تشرف عمل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس في مجال السكن غير اللائق بشكل عام وتكرم هذا العمل الدؤوب والإرادي الذي تقوم به المملكة في هذا المجال». وأضاف أن الأمر يتعلق هنا باعتراف دولي بملاءمة الاختيار الذي قام به صاحب الجلالة، ولكن أيضا بالمنهجية التي اعتمدها جلالته في مجال التنمية البشرية. وأشار الوزير في هذا الاتجاه إلى أن جلالة الملك محمد السادس يشدد على ضرورة تحقيق أقصى درجة الانسجام بين مختلف الفاعلين، سواء تعلق الأمر بالسلطات المركزية والمحلية، أو المنتخبين، أو المجتمع المدني، أو القطاع الخاص، على اعتبار أن تجميع كل هؤلاء الفاعلين كان وراء تحقيق نتائج مرضية خلال السنوات الأخيرة. كما أكد أن «هذا الامتياز الذي منحته الأممالمتحدة اليوم للمغرب يعد أيضا تحميلا للمسؤولية ما دام أن الأمر يتعلق بالثقة التي يضعها المجتمع الدولي في مختلف برامج الإسكان المتبعة في المملكة. إنها مسؤولية بالنسبة لليوم والغد». وبعد أن ذكر بالخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس أمام الجمعية العامة بنيويورك حول الأهداف الإنمائية للألفية، شدد الفاسي الفهري على أن «المغرب يدرك جيدا ما ينبغي أن يقوم به. غير أنه لدينا اليوم المقابل لكي نكون مساندين من حيث الاختيارات الأساسية التي نعتمدها وكذا الجهود المبذولة بخصوص السكن الاجتماعي». وقال إن هذا العمل يندرج في إطار أوسع للجهود التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية البشرية بالمغرب، والمتمثلة في محاربة الهشاشة ومحاربة الإقصاء ومحاربة الفقر، ولكن أيضا التحسن القوي في ما يخص ولوج مختلف الخدمات الاجتماعية... التي تشكل جزءا من الأهداف الإنمائية للتنمية، مضيفا أن هذه الجائزة تعد «شرفا وتكليفا وتشجيعا على المثابرة والمضي قدما في الحفاظ على هذا الأداء، والاستمرار في القيام بهذه الجهود المعترف بها من قبل المجتمع الدولي». وبالمناسبة أيضا، أشاد مسؤولون أمميون بجهود المغرب في قطاع الإسكان، ولاسيما في مجال القضاء على السكن غير اللائق. وأكدت إنغا بيورك-كليفبي، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية المساعدة المكلفة ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان، على هامش حفل تسليم جوائز منظمة الأممالمتحدة «إسكان 2010»، الذي نظم في إطار تخليد اليوم العالمي للإسكان تحت شعار «مدينة أفضل لحياة أفضل»، أن «جهود المغرب في ميدان الإسكان ساهمت في تقليص عدد دور الصفيح، وفي تحسين ظروف عيش المواطنين». وأشارت بيورك- كليفبي إلى أن هذا البرنامج يستفيد من دعم السلطات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مضيفة أن الانسجام والتناغم بين هؤلاء المتدخلين مكن المغرب من تحقيق نجاح ملفت على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبخصوص الجائزة التي حصل عليها المغرب، أشادت المسؤولة الأممية بأهمية البرامج التي وضعتها المملكة في ميدان الإسكان وبالجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين. ومن جهتها، أبرزت جان نيارايرو مديرة مصلحة الإعلام ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان أن المغرب حصل على هذه الجائزة الدولية بالنظر للتطور الذي حققه والبرامج التي أنجزها خلال السنوات الأخيرة. وأوضحت أن البرنامج الوطني للقضاء على السكن غير اللائق بالمغرب يشمل 85 مدينة ويستفيد منه مليون و600 ألف نسمة من الفئات الاجتماعية المعوزة. وأشارت إلى أن المملكة غدت، بفضل البرامج التي باشرتها في ميدان الإسكان، «نموذجا يحتذى به بالنسبة للبلدان الإفريقية والعربية الأخرى، التي بإمكانها الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال». ومن جانبه، اعتبر أليون باديان مدير المكتب الإقليمي لإفريقيا والعالم العربي ببرنامج الأممالمتحدة للإسكان أن الجائزة الشرفية للإسكان لمنظمة الأممالمتحدة «إسكان 2010» ليست «تتويجا للمغرب فقط وإنما لكل إفريقيا». وقال «أشعر بفخر كبير لكون العمل الكبير الذي قام به المغرب والذي مكن من إخراج أكثر من مليون شخص من دائرة الفقر خلال ست سنوات، لأن مسألة الإسكان تعد مسألة حياة»، مضيفا أن المغرب يولي، من خلال قطاع الإسكان، أهمية كبرى لمجموع أهداف الألفية للتنمية. وأكد باديان أن المغرب يعمل أيضا من أجل تمكين العديد من الدول في إفريقيا والعالم أجمع من مشاطرته تجربته والمنهجية التي مكنته من تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي. وعبر المسؤول الأممي عن قناعته بأن «المعارف والخبرات التي نقتسمها ستمكن إفريقيا من معالجة أفضل لمشاكلها في مجال الإسكان وبالتالي من تحسين ظروف عيش الأفارقة». ويهم البرنامج الوطني للقضاء على السكن غير اللائق، والذي يمتد انجازه خلال الفترة ما بين 2004 و2012، أزيد من ثمانين مدينة وتستفيد منه 298 ألف أسرة تقطن في نحو 1000 حي صفيحي. ويبلغ حجم الاعتمادات المالية التي تمت تعبئتها من أجل ضمان نجاح البرنامج، الذي أشرف على إطلاقه جلالة الملك محمد السادس في يوليوز 2004، حوالي 25 مليار درهم يساهم فيها صندوق التضامن للسكن بنحو عشرة ملايير درهم. وبالإضافة إلى المغرب، حازت خمس بلدان أخرى هي جنوب إفريقيا والنمسا والصين وكولومبيا وسنغافورة، على الجائزة الشرفية للأمم المتحدة «إسكان 2010» التي تمنح للأشخاص والمؤسسات التي تطبق المشاريع ذات دلالة كبرى في مجال الإسكان والتنمية بهدف تحسين ظروف العيش داخل المدن.