التحاق إسلاميين ب «البام» يزيد أوضاع مجلس مدينة الرباط تأزما لم تفلح المساعي التي باشرها فاعلون سياسيون من الهيئات المشاركة في مجلس مدينة الرباط، في رأب الصدع الذي يعرفه المجلس مؤخرا بين تحالف المعارضة الذي يتشكل بالأساس من حزبي الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية وتحالف الأغلبية الذي يقوده فتح الله ولعلو، وفق ما أكده القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة وعضو مجلس المدينة محمد بنحمو في تصريح لبيان اليوم. واعتبر بنحمو في التصريح ذاته، أن المساعي التي تقوم بها أطراف داخل الهيئات السياسية المكونة للمجلس «غير كافية لأن المطلوب هو أن يأتي العمدة بورقة واضحة تحمل إجابات واضحة على مطالب تحالف المعارضة». وفي رده على تطورات مجلس المدينة، أكد العمدة فتح الله ولعلو، في تصريح لبيان اليوم، أن المهمة الأساسية بالنسبة له هي العمل على إعطاء الأولوية للمصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة والفردية، والدفاع عن الأخلاق والتخليق ومتابعة الإنصات باهتمام كبير لكل الفرقاء السياسيين داخل المجلس، وشدد العمدة على أن الحوار والإنصات «لم ينقطع في يوم من الأيام مع كل الفرقاء» منذ توليه رئاسة المجلس. إلى ذلك، علمت بيان اليوم أن اجتماعا عقده تحالف المعارضة، يوم الجمعة الماضي حضره ثلاثة مستشارين من حزب العدالة والتنمية (أغلبية) اثنان منهم التحقوا بشكل رسمي، بحزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما اعتبره متتبعون لشؤون مدينة الرباط، بالتطور المفاجئ الذي من شأنه تعميق الشرخ داخل مجلس ينتظر أن يعقد دورته الاستثنائية يومه الاثنين، في ظل استمرار مقاطعة مستشاري تحالف المعارضة لدوراته. ومن جانبه، قال محمد بنحمو عضو مجلس المدينة عن حزب «البام»، في تصريح لبيان اليوم، «إن ثلاثة مستشارين من العدالة والتنمية، انضموا إلى تحالف المعارضة خلال الاجتماع الذي عقده هذا الأخير يوم الجمعة. وأضاف بنحمو أن إثنين من هؤلاء التحقوا بحزب الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أنهما سيعلنان عن ذلك في بيان لهما، من المتوقع صدوره يومه الاثنين. وأفاد بنحمو أن مستشاري تحالف المعارضة طالبوا خلال هذا الاجتماع من عمدة المدينة فتح الله ولعلو بتقديم «اعتذار رسمي وعلني» على ما قاله في حقهم في تصريحات إعلامية، مؤكدين رغم ذلك، على الاستمرار في «حركتهم الاحتجاجية» إلى حين التزام عمدة المدينة ب»كل الشروط المطلوبة في شقها المتعلق بالجانب التدبيري والجانب السياسي». وأوضح المتحدث ذاته أن حزبه يضع خطا أحمر بينه وبين العدالة والتنمية، وهو ما يفرض على رئاسة مجلس المدينة توضيح الرؤية السياسية داخل المكتب المسير أخذا بعين الاعتبار «الالتزام السابق بينهم وبين العمدة بشأن فك الارتباط مع العدالة والتنمية». وذكر المصدر ذاته، أن اجتماع تحالف المعارضة ركز على مطلبين أساسيين هما توضيح الرؤية السياسية ورفع الضبابية عن المكتب المسير، والتزام العمدة مع الأغلبية المعارضة بدفتر تحملات واضح ومدقق، مشيرا إلى أن العديد من المستشارين خلال الاجتماع الأخير طالبوا بتنحية فتح الله ولعلو من منصبه، لكن يقول المتحدث نفسه «أننا كأحزاب سياسية داخل التحالف يكفينا في الوقت الحالي، دعوتنا إلى رفع الضبابية السياسية، وتحمل المسؤولية كاملة في قراءة الوضع الجديد»، مؤكدا على أنهم لا يطالبون برأس العمدة لأنهم «ليسوا انقلابيين رغم كونهم أغلبية». ومن جهته، اعتبر لحسن الداودي نائب عمدة مدينة الرباط عن حزب العدالة والتنمية، أن ما يحرك تحالف المعارضة ليس سوى أهداف شخصية محضة، أملتها ظروف اقتراب الانتخابات التشريعية، وأكد الداودي في تصريح لبيان اليوم، أن فتح الله ولعلو عمدة المدينة، منفتح على الحوار مع الجميع، كما هو منفتح على كل الأفكار التي من شأنها تحسين أداء المجلس. وحذر الداودي من أن تنتقل عدوى هذه الأزمة المفتعلة إلى مدن أخرى، محملا المسؤولية إلى وزارة الداخلية التي يتعين عليها، بحسبه، «إخراج مرسوم يوضح شروط الإقالة من المهام حتى لا تبقى غامضة كما هي في الميثاق الجماعي». وبدوره، وصف أنس الدكالي عضو مجلس المدينة عن حزب التقدم والاشتراكية، تحركات تحالف المعارضة ب»غير المبررة»، لا سيما أن باب الحوار والنقاش بين الرئيس وبين مختلف الفرقاء لم يغلق أبدا، مضيفا في تصريح لبيان اليوم، أن رئيس المجلس عبر عن رغبة جادة وحقيقية لإشراك كل الفعاليات السياسية وكل الكفاءات في الاشتغال حول ملفات التدبير المحلي. واعتبر الدكالي أن مؤاخذات المعارضة على المكتب المسير، رغم أنها مشاركة فيه، لا تقتضي تعطيل سير المجلس، لأن الجميع كان متفقا على العمل وفق أهداف واضحة، وإن كان الأسلوب أمرا يبقى موضع نقاش وحوار بين مختلف الأطراف.