الرسم مركز والنحت عاكس للطاقة المكملة لهذا الفعل اعتبر الفنان التشكيلي والنحات المغربي عبد الرحيم يامو أن الرسم هو مركزه، الذي تحول مع الوقت إلى مترجمه، فيما اعتبر النحت عاكسا للطاقة الأخرى المكملة لفعل الرسم، وسبيله الآخر لاستكشاف الحي ونقيضه. وأوضح يامو، الذي افتتح مؤخرا برواق «أركان» بالرباط معرضا اشتمل على عدد كبير من لوحاته ومنحوتاته، في المنشور-الدليل الذي هيأه الرواق بالمناسبة، أن عنصرين مهمين يقودانه في عمله يتمثل الأول في الحياة والثاني في صباغة قوية وبسيطة في ذات الآن. ويضم المعرض عددا مهما من اللوحات تمثل في عمومها ما يشبه «المجرات السابحة» في الضوء تحيط بها النباتات من كل جانب، يتمازج فيها الأبيض والأزرق الفاتح والأخضر بتدرجاته والأحمر والرمادي والأسود.، في تناغم عجيب، ينم عن قدرة إبداعية خارقة أما بخصوص المنحوتات التي انتشرت على امتداد فضاء الرواق، فهي مصنوعة من الخشب، دقت عليه مسامير صغيرة، فضلا عن استعمال بعض المؤثرات الأخرى كالنباتات الحية والمناجل وجذوع الأشجار وبيض السمان والكراسي الخشبية وأسلاك تنظيف الأواني. وقد أفرز كل هذا الخليط، بعد أن اشتغلت عليه أنامل الفنان يامو، أشكالا فنية جميلة تثير إعجاب المتلقي. وعن تقنية اشتغاله قال الفنان عبد الرحيم يامو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه يشتغل بالصباغة الزيتية، مشيرا إلى أنه يمكن إطلاق عنوان «استنبات» أو «إنبات» على هذا المعرض، مضيفا أنه أنتج 90 في المائة من عمله المعروض حاليا في ورشته بتاحناوت (قرب مراكش) التي قضى فيها أربعة شهور. وعن سؤال حول تأثير طبيعة تاحناوت الهادئة على عمله أجاب أن من يرسم هو عبد الرحيم يامو بكل تجاربه، فهو لا يعتبر أنه يرسم تحت تأثير لحظة من اللحظات بقدر ما يعتبر حياته كلها من يرسم بتجاربه المختلفة سواء في فرنسا أو أمريكا أو تونس أو المغرب. يقول يامو في منشور أركان، إنه يعمل على التربص بالأشكال وهي تسبح في الضوء، مشيرا إلى أنه يعتبر الراهن نقطة انطلاق ووصول في ذات الوقت، فالصدق في الطريق والاستعداد للوصول، حسب يامو، «كافيان، وانعدام الكمال في الصباغة مع الارتباك وبعض النواقص يشكلان عاملا أكثر تأثيرا وتحريكا للمشاعر». وعن الجذور تكلم ياو، الذي يعمل بين فرنسا والمغرب، ليؤكد أنها تمكن من الغذاء والغنى، لكن بعض الأشخاص, تماما كما هي بعض النباتات، لا يحتاجون إلى جذور من أجل التفتح «فالجذور هي ما يمنع النباتات من الذهاب بعيدا بحثا عن غذائها لكنها في نفس الوقت تمنعها من الذهاب بعيدا لأنها تشدها إلى الأرض». أما المستقبل يؤكد الفنان فهو مكان للأمل والقلق «أفكر قليلا في الغد، إذ يكفيني انشغالي الكبير بمشاكل اليوم». وسبق لعبد الرحيم يامو، الذي ولد سنة 1959 بالدار البيضاء والذي يعيش ويعمل حاليا ما بين باريس ومراكش, أن نظم عدة معارض فردية وجماعية بالمغرب وخارجه خاصة في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة والبرازيل وروسيا وسويسرا.