*بسبب تباين أدائهم مع المنتخب الوطني يُجمع العديد من النقاد والمدربين والجماهير الرياضية بالمغرب على وجود فارق شاسع بين ما يقدمه اللاعبون المحترفون المغاربة من عروض متميزة في فرقهم الأوروبية، وبين ما يقدمونه من أداء باهت في المنتخب المحلي لكرة القدم. واعتبر هؤلاء أن أغلب اللاعبين المحترفين يلعبون بدون روح ولا استماتة، لعدة اعتبارات منها غياب من ينافسهم على اللعب في مراكزهم داخل المنتخب، بالإضافة إلى وجود أجواء سلبية تحد من عطائهم كما في فرقهم. بالمقابل، يرى مسؤولون عن تدريب المنتخب المغربي أن اللاعبين المحترفين ينخرطون بقوة داخل الفريق وأنهم يبدون دائماً استعدادهم لتقديم الإضافة النوعية للمنتخب اعتماداً على تجربتهم الاحترافية. * تألق وإخفاق الدولي مروان الشماخ ظهر أخيراً بمستوى جيد أشادت به وسائل الإعلام الإنكليزية، حيث سجل ثلاثة أهداف خلال موسمه الجديد مع فريق آرسنال، آخرها هدفه في مرمى براغا البرتغالي في أولى مباريات الفريق بدوري أبطال أوروبا. وكشف المحترف المغربي يوسف العربي عن إمكانات طيبة في فريقه الفرنسي كان، حيث كان حاسماً في بعض مباريات فريقه بالدوري المحلي وسجل له ثلاثة أهداف. وأضحى منير الحمداوي أحد نجوم فريق أياكس خلال الدوري الهولندي لهذه السنة، فضلاً عن أداء رفيع يقدمه مبارك بوصوفة في فريقه البلجيكي أندرلخت، وناصر الشاذلي في فريقه تيفنتي الهولندي وغيرهم كثير. وينقلب تألق اللاعبين المحترفين المغاربة مع أنديتهم الأوروبية إلى خفوت وضعف في أدائهم وعروضهم الفنية لدى مشاركاتهم في النخبة الوطنية، خصوصاً في المنافسات الإفريقية. فالشماخ - على سبيل المثال - صنع الأهداف لزملائه في فريقه آرسنال بتمريرات حاسمة، كما أن الحمداوي يشكل بمعية النجم الأوروغوياني سواريز ثنائياً خطيراً في هجوم أياكس، لكن حين يجتمع هذا الثنائي في قلب هجوم المنتخب المغربي فإن عدم التفاهم واللا انسجام بينهما سمة تطغى بشكل حاد على أدائهما في جميع مبارياتهما للفريق الوطني. ويعزو قطاع عريض من الشارع الرياضي تواضع هؤلاء المحترفين في المنتخب إلى غياب الحماس وروح الفوز وإلى ضعف الاستماتة، بخلاف الروح العالية التي كان يحظى بها اللاعبون المحليون والهواة، الذين شكلوا النواة الرئيسة لمنتخب 1986 الذي تأهل إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم بالمكسيك. * أجواء غير مريحة وتحدثت مصادر إعلامية رياضية عن أجواء سلبية تروج في محيط المنتخب المغربي من قبيل الانفلات وعدم الانضباط والمعاملة التفضيلية إزاء بعض اللاعبين المحترفين دون غيرهم. وهذا الوضع يفسر ما تردد أخيراً حول الحمداوي الذي يفكر في الاعتزال دولياً وعدم اللعب مع المنتخب المغربي بدعوى الأجواء السلبية التي تهيمن داخل المنتخب المغربي، وأنه يشتكي من عدم تمرير بعض زملائه للكرة له حتى لا يتمكن من التسجيل والتألق. في هذا السياق، اعتبر المدرب الأسبق للمنتخب المغربي محمد فاخر أن الخطأ الذي يتم ارتكابه هو المناداة على كل لاعب بمجرد ما يلتحق بأي فريق أوروبي حتى لو لم يكن جاهزاً ورسمياً داخل فريقه الأصلي. أما للاعب الدولي السابق ميري كريمو، فيرى أن غياب من ينافس هؤلاء المحترفين في مراكزهم التي يلعبون فيها بالفريق المغربي يعد أحد الأسباب التي تفسر تواضع عطاءاتهم داخل المنتخب عكس ما يقدمونه في أنديتهم. واستغرب كريمو من كون بعض المحترفين، رغم أنهم يضمنون مكانتهم داخل المنتخب دون أي منافسة، فإنهم يتبرمون ويحتجون لدى أي استبدال لهم يقوم به المدرب في فترات المباراة. وأضاف كريمو أن هناك لاعبين محليين يلعبون في الدوري المغربي يمتلكون طاقات وكفاءات رائعة يستحقون الاهتمام، وينبغي أن تُعطى لهم الفرصة ليثبتوا أحقيتهم بحمل القميص الوطني بدلاً من بعض المحترفين. بالمقابل، أكد البلجيكي غيريتس المدرب الحالي للمنتخب المغربي، وفق ما نشرته جريدة هسبريس الإلكترونية، أن العوامل التي تحدد من هو الأحق بارتداء قميص المنتخب تتمثل في «الجاهزية والتنافسية والتطابق مع أسلوب العمل». ويرى مساعده الفرنسي دومينيك كوبرلي أن هناك وعي لدى المحترفين المغاربة الذين هم على استعداد لتقديم كل ما لديهم للمنتخب الوطني، مضيفاً أن المسؤولين في الاتحاد المغربي للكرة «يستخدمون خطاباً صريحاً إزاء هؤلاء اللاعبين ويحثونهم على أن يكون الانخراط من أجل المنتخب قوياً».