خص موقع «فيفا كوم عربي» رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر بحوار حصري تحدث فيه عن أبرز مستجدات عالم كرة القدم. وسيقوم الموقع الرسمي للفيفا بمقابلة رئيس بشكل منتظم للخوض في خبايا اللعبة الأكثر شعبية في العالم وما يدور في فلكها من قضايا ساخنة ومنافسات حامية الوطيس، إذ سيطلعنا على انطباعاته وارتساماته وتحليلاته بشأن أسرار الساحرة المستديرة وقد ركز بلاتر في دردشة شهر سبتمبر على نهائيات كأس العالم 2010 ومسألة التعادل وركلات الترجيح وغيرها من القضايا ذات الاهتمام الواسع. * ما هو تحليلك العام لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010؟ - كنا ننتظر تتويج بطل جديد منذ بضع دورات. وكنا نتمنى أن يطل علينا بطل جديد من قارة جديدة كذلك. فبعدما كانت كوريا الجنوبية قاب قوسين أو أدنى من جلب اللقب لآسيا سنة 2002، توقفت مسيرة الغانيين على بعد سنتيمترات قليلة من بلوغ نصف النهائي هذه المرة. ومع ذلك فإني أرى أن أسبانيا فازت عن جدارة واستحقاق، إذ أعتبرها أفضل فريق من حيث أسلوب اللعب إلى جانب الأرجنتين. إنهما فريقان شابان، شأنهما في ذلك شأن المنتخب الألماني، الذي حل ثالثا، أو حتى المنتخب الغاني. إنه شيء يبشر بالخير. * بالحديث عن طريقة اللعب، ما الذي أثار انتباهك في هذا الخصوص؟ - لقد شاهدت أشياء جميلة حقاً، لقد أصبحت كرة القدم لعبة استراتيجية بشكل لا غبار عليه، إذ باتت الفرق تتحرك بشكل متكتل، وهذا شيء جميل للمشاهدين. لم يعد هناك مجال لسيناريو «الهجوم مقابل الدفاع». صحيح أننا شاهدنا في مباريات الدور الأول خلال نهائيات جنوب أفريقيا بعض الفرق التي تسعى لتفادي الهزيمة من خلال البحث عن التعادل. إنها نقطة أريد أن أطرحها للنقاش خلال الاجتماعات المقبلة التي ستعقدها اللجنة الفنية ولجنة كرة القدم. يجب إيجاد حلول للرقي بمستوى اللعبة في مثل هذه البطولات، حتى تلعب جميع الفرق من أجل الفوز. كما نريد مناقشة مسألة الوقت الإضافي، إذ غالباً ما تسعى الفرق لتفادي تلقي الأهداف خلال الشوطين الإضافيين، وبالتالي فقد تم طرح خيار اللجوء مباشرة إلى ضربات الترجيح أو العودة إلى قاعدة الهدف الذهبي، وسنرى ما ستقرره اللجان المعنية. * بعيداً عن هذا الموضوع، جرت فعاليات الألعاب الأولمبية للشباب شهر غشت الماضي، مما أتاح الفرصة لاكتشاف منتخبات غير مألوفة. ما هي الخلاصة التي خرجتم بها من هذه الدورة؟ - لقد قررنا فتح مجال المشاركة في الألعاب الأولمبية للشباب أمام الاتحادات التي لا تملك عادة فرصة التأهل إلى مسابقة الألعاب الأولمبية العادية أو أي بطولة أخرى من تنظيم، لقد اخترنا فئة تحت 15 سنة لأننا ننظم كأس العالم تحت 17 سنة وتحت 20 سنة. لقد حضرتُ أربع مباريات في سنغفورة، وعاينت فيها عروضاً كروية ممتعة، حيث أُبهرت بمستوى الفريق السنغافوري للناشئين الذي قدّم كرة ممتعة. إن أهم شيء في هذه المسابقة أنها تفتح أعين هؤلاء الشباب على العالم، إذ التقوا أشخاصاً من جميع البلدان لدرجة ساد معها شعور قوي بالتعايش والتبادل الثقافي والتآزر الإنساني، وهذه إحدى الأوراق الرابحة التي تتميز بها كرة القدم. * تعيش باكستان لحظة مأساوية في الوقت الراهن بسبب ما خلفته الفيضانات من دمار وخراب، هل تعتقد، سيدي الرئيس، بأنك مطالب بمد يد المساعدة وقادر على ذلك في مثل هذه الحالات حتى وإن كان الأمر يتعلق بكارثة لا تمت لكرة القدم بصلة؟ - لا يسعنا إلا أن نأسف لما حدث في باكستان. سنساعد بطبيعة الحال في إعادة بناء الملاعب شيئاً فشيئاً. لكن مسؤولية التدخل الشامل تقع على المجتمع الدولي، إذ لا يمكننا تخصيص ميزانيتنا لأعمال إنسانية. إننا نعمل منذ مدة في المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية من خلال حركة «كرة القدم من أجل الأمل» التي تهدف إلى توحيد برامج التنمية الاجتماعية والبشرية ودعمها وإرشادها وتعزيزها. * ما الذي يجعلك تواصل العمل على قدم وساق بعدما أمضيت 35 سنة داخل؟ - عند انضمامي إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم، أنيطت بي مهمة وضع برنامج إنمائي ثم تسويقه لدى الاتحادات الوطنية والرعاة على حد سواء. وقد التزمت بهذه المهمة، إذ أدركت من خلال العمل الميداني أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، ثم فهمت حينها أني مطالب شخصياً بإنجاز مهمة معينة، وهي مهمة لم تنته بعد.