عاشت مدينة مريرت على إيقاع غير مألوف وحركة غير عادية يوم الأحد 2010/09/05 بعد انتشار خبر اعتقال رجل تجاوز عقده السادس من طرف أفراد الأمن الوطني بمريرت، بتهمة ممارسة الجنس على طفل قاصر في سنه الثانية عشر من عمره ويتابع دراسته بالابتدائي. والمذهل في الأمر هو أن صباح هذا ذلك اليوم، ورغم شهر الصيام، فقد أفاد بعض الشهود أن المتهم مارس الجنس على الطفل الذي كان متواجدا عنده في محله. وتوافد العديد من ساكنة مريرت إلى مسرح العملية المتواجد بالمكان المعروف بالسويقة، والتي تعرف حركة دائمة، لتقصي الأخبار التي انتشرت بسرعة البرق والتأكد من مدى صحة هذا الفعل الشنيع والإجرامي في حق الطفولة البرئية. واستنكر الجميع هذا السلوك الشاذ. لم يكن الطفل القاصر المسمى «س.أ» المزداد بتاريخ 1999/02/02 يدري ويعي ماذا يتعرض له جسده من طرف الجاني البالغ من العمر: زهاء 65 سنة، والذي لا يكلف نفسه سوى درهم واحد يقدمها للضحية كلما جن جنونه وتحركت نيرانه وهمجيته ووحشيته لتطال طفلا برئيا. طفل نشأ في وسط جد فقير وظروف مادية قاهرة، فدرهم بالنسبة إليه يعني الشيء الكثير مدام يعاني من الفقر الحرمان. لإلقاء الأضواء حول قضية اغتصاب هذا الطفل بمريرت، التي يتابعها فرع الجمعية لحقوق الإنسان بخنيفرة، وتنظر فيها المحكمة في جلسة 2010/09/16، ندرج أسفله ما جاء في تقرير أعد في الموضوع: أفاد أحد الشهود، وبنبرة متحسرة، ما حدث ويحدث من قبل من طرف هذا الجاني، وبدأ يسرد الواقعة.. كان الطفل يذهب إلى أبيه كعادته الذي يعمل كإسكافي، في خيمته في المكان المعروف بالسويقة وسط المدينة حيث يوجد مجموعة من الحرفيين والباعة ، فيما الجاني يشتغل في مقهاه والتي عبارة عن -براكة- جد قريبة من خيمة أب الضحية. تربص الجاني بالطفل البرئي وأغواه بدرهم واحد ليمارس عليه الجنس مرارا قبل أن تثير علاقة الجاني بالضحية فضول باقي الحرفيين والباعة، خصوصا وأن الجاني معروف بسلوكياته الشاذة. انتظروا حتى يوم الأحد 2010/09/05 وهو يوم من أيام رمضان، حينما أخد معه الطفل البريء لمقهاه ليفرغ فيه نزواته الفظيعة ويزيد من تأزيم نفسية ووضعية هذا الصبي بين أقرانه. اتصل الحضور بأب الطفل وأخبروه بالأمر وبفظائع الجاني. نظرا لكبر سنه ومعاناته مع المرض، ولشدة صدمته عند تلقي خبر تواجد ابنه عند جاره وفي شهر الصيام وخلال وقت الزوال، لم يقوى الأب على أي رد فعل، ولم يجد الغيورون على هذا الطفل سوى الإسراع بإخبار الأم لعلها يكون لها رد فعل. آنذاك تحرك الأب نحو مقهى الجاني وطرق عليه الباب وأستفسره حول وجود ابنه، فرد الجاني عليه «إبنك لا يوجد عندي» فعاد الأب إلى خيمته. بعد لحظات خرج الطفل من المقهى، سرع إليه بعض الناس وسألوه عما كان يفعل داخل المقهى، وأمام إصرارهم صرح الطفل وبكل براءة بأن «صاحبها كان يمارس علي الجنس وأعطاني درهما واحدا». استنكر الجمع الفضيحة فحضرت الأم وأخذت ابنها إلى مقر الشرطة، وبعد سماعهم للطفل الضحية أحضروا على الفور الجاني. بعد إجراء بحث معه، قامت عناصر الأمن المكلفة بالبحث بمعاينة محله فوجدوا أدلة كافية لإدانته، وهي من الوسائل التي كان يستعملها في انتهاك عرض هذا القاصر وكذالك الأكل في رمضان. بعدها تم أخد الطفل القاصر للطبيب الذي سلمه شهادة طبية وصرح الطفل بأن الجاني كان يغتصبه مرارا. تم تقديم المتهم إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة يوم الثلاثاء 2010/09/07، الذي عين جلسة ليوم الخميس 2010/09/09 بعد اعتراف الجاني بالمنسوب إليه من التغرير بقاصر وهتك عرض قاصر بدون عنف والإجهار بالإفطار في رمضان، و لم تحضر أسرة الضحية إلى الجلسة نظرا لظروفها المادية، كما أن هناك من لا ضمير لهم تحركوا للدفع بالأسرة نحو التنازل وهذه الخطوة هي الأخرى جريمة. هذا، وتأجلت الجلسة المقبلة لتاريخ 2010/09/16. الأسرة تقدمت إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خنيفرة بطلب الدعم والمؤازرة، الذي تحرك وحضر كل أطوار المتابعة بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة منذ تقديمه لوكيل الملك، وكذالك جلسة الخميس التي تخلف فيها الضحية وأسرته. وللإشارة إن التنقل من مريرت إلى خنيفرة لا يتطلب سوى 10 دراهم، ومع ذلك إن الأسرة كانت غير قادرة على توفير هذا المبلغ. من جهة أخرى، اتضح أن الطفل في حاجة لدعم نفسي لعله ينسى أو يتناسى ما وشم في ذاكرته وكذالك الانتهاك الذي طال جسده في طفولته رغما عنه. كما يجب أن تتحرك الجمعيات والهيئات التي تعنى بحقوق الطفل لمؤازرة الضحية وأسرته والتصدي لكل المؤامرة الهادفة لطي هذا الملف وإنقاذ طفولة هذه المدينة من مثل هذه السلوكيات الفظيعة والهمجية، وتقديم الدعم النفسي للطفل الضحية.