مسلسل إفراغ البطولة الوطنية من نجومها آفة كبرى ابتُليتْ بها كرتنا المغربية في السنوات الأخيرة فكان من تداعياتها هذا التراجع المهول في الأداء الكروي للأنديتنا ولمنتخباتنا الوطنية. وعندما نستعمل كلمة (إفراغ) فنحن نعي ما نقول. فعملية انتقال اللاعبين بين مختلف الأندية العالمية هو شيء عادي و طبيعي في إطار الاختيار الاحترافي. غير أنّ ما يحدث في المغرب هو شيء يتعدّى مفهوم (الانتقال) إلى مفهوم (الإفراغ)؛ فثمة سماسرة ومسيّرون جشعون وأندية صارتْ مثل وكالات بيع اللاعبين حيث الكلّ يتكالب على عقد صفقات تجارية لا تُراعى فيها بتاتاً مصلحة الكرة الوطنية. آخر حلقات هذا المسلسل الاستنزافي الحديث عن تسريح عدد من لاعبي الرجاء البيضاوي إلى أندية أجنبية، ولعل أبرزها تسريح نجم البطولة المغربية عمر نجدي إلى نادي كلباء الإماراتي بمبلغ يُسيل لعاب السماسرة. وقبل ذلك قام نادي الوداد البيضاوي ببيع أفضل لاعبيه الذين حققوا له بطولة الموسم الأخير. من غير المفهوم أن تلجأ فرق مغربية كبيرة (الرجاء والوداد بالخصوص) وغنيّة بتاريخها وبما يتوفّر لديها من دعم مالي وجماهيري إلى هذا النوع من الاسترزاق الكروي الرخيص، وهي الأندية التي تدّعي في بداية كلّ موسم جديد أن راهاناتها كبيرة كالفوز بالبطولة المحليّة والمنافسة على الألقاب الإفريقية كلنا نأمل بغد أفضل للكرة المغربية، لكن استمرار مثل هذه العقليات ببلادنا سيشكّل عائقاً حقيقيا في طريق أيّ نهضة كروية محتملة عن موقع «كورة».