استوفت المباراة الاستعراضية التي احتضنها مساء يوم الأحد 6 نونبر الجاري ملعب محمد الشيخ لغضف بمدينة العيون، كل شروط النجاح المطلوب بحضور نجوم كبار من مختلف بقاع العالم، جمهور محلي كبير من فئات وأعمار مختلفة، إعداد تنظيمي في المستوى جعل من الحدث قيمة استثنائية يمكن أن تتحول إلى موعد سنوي للقاء والاحتفال وتكريس الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة كعامل من عوامل الالتقاء والتقارب وخدمة القضايا الإنسانية. مباراة 6 نونبر بالعيون لها أكثر من مغزى ودلالة راهن عليها المنظمون ليكون هذا اللقاء ذا بعد وطني بمواصفات دولية، وقد اجتهدت جامعة كرة القدم وسلطات المدينة من إدارة ومنتخبين في تهيؤ كافة الظروف والشروط التي جعلت الضيوف في قمة السعادة والتلقائية والانبهار مما شاهدوه ووقفوا عليه من تطور عملا بمقولة "من رأي ليس كمن سمع". حضر كالعادة النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا والليبري جورج وياه والإيطالي ألطوبيلي والبرازيلي ريفالدو والحارس الشهير الكولومبي هيغيتا والنجم المصري الرائع محمد أبو تريكة، وانضاف لهذه الكوكبة نجوم كرة القدم المغربية يتقدمهم العميد التاريخي نور الدين النايبت كما عزز الحضور أسطورة العاب القوى سعيد عويطة وأسماء كبيرة من عالم الرياضة والفن والأدب وغيرهم كثير. هكذا تحولت العيون المغربية إلى فضاء الاحتفال الرياضي في بعده الوطني وقد كانت في مستوى احتضان نخبة كرة القدم العالمية وقد زاد من شروط النجاح الحضور المكثف للإعلام الدولي والوطني الذي رصد كل كبيرة وصغيرة من أجل تغطية الحدث. وإذا كان هذا النجاح يشجع بالفعل على الاستمرارية فالضرورة تفرض الحرص مستقبلا على إدخال إضافات تمنح الحدث قيمة أخرى دون الخروج عن طابعه الاحتفالي والاستعراضي، ومن بين الإضافات الممكنة تحديد اسم خاص المناسبة ككأس المسيرة أو الصحراء أو 6 نونبر أو كأس العيون وغيرها من التسميات الدالة والهادفة، ناهيك عن تخصيص كأس وميداليات تذكارية وتميمة أو لوغو يمكن أن يساهم في ترسيخ الهوية البصرية المناسبة ويمنحه بعدا خاصا وإشعاعا ضروريا. عموما فإن تنظيم مباراة استعراضية في ذكرى عيد المسيرة الخضراء وبالضبط بالعيون عاصمة الأقاليم الصحراوية المغربية والاجتهاد في إحضار نجوم من المستوى العالمي تعد فكرة صائبة تحسب لجامعة كرة القدم ووكيل اللاعبين المغربي كريم لبلق الذي استغل علاقاته مع مختلف أوساط كرة القدم العربية والإفريقية والعالمية لإنجاح هذه المناسبة وتحويلها إلى موعد سنوي ينتظره الجميع لمشاركة أبناء المنطقة احتفالاتهم بالانتماء لوطن يحق لكل منا الافتخار به. نجح إذن موعد العيون الخاص بكرة القدم والأمل كل الأمل أن تساهم باقي التنظيمات الرياضية على الصعيد الوطني في إحداث مبادرات مماثلة حتى تلعب الرياضة دورها في ترويج صورة جميلة عن مغرب التحدي .. برافو ..