انطلقت البطولة الوطنية لكرة القدم في أغلب الأقسام، ومن حسن الحظ أن كل المباريات التي جرت إلى حدود الأسبوع الماضي بما فيها الخاصة بكأس العرش لم تعرف أي أحداث عنف أو شغب. هذه الميزة التي نتمنى أن تدوم لكون الأحداث التي شهدتها الملاعب خلال السنوات الأخيرة، خلفت مآس وأحزانا وخسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، والحديث عن هذه الأحداث والمخلفات، يجرنا للتطرق إلى الإجراءات المستعجلة التي سبق الإعلان عنها، خلال الاجتماع الذي احتضنته وزارة الداخلية وموضوعه شغب الملاعب بحضور وزراء الداخلية، العدل والحريات، الشباب والرياضة، المدير الأمن الوطني ورئيس جامعة كرة القدم و رئيس العصبة والاحترافية. أعلن علن خلال الاجتماع عن إستراتيجية عمل شمولية وموحدة لاحتواء هذه الظاهرة، تنخرط فيها كافة القطاعات المعنية، كما كونت لجان محلية مهمتها الإشراف على كل الترتيبات المتعلقة بالمباريات الرياضية مع ضرورة حضور ممثلي النيابة العامة خلال الاجتماعات التحضيرية للمباريات، وكذا أثناء التظاهرات الرياضية. كما تم إغناء القانون رقم 09-09 بمقتضيات تمنع القاصرين غير المرافقين لأولياء أمورهم من ولوج الملاعب وتحدد مسؤولية الأولياء، ومنع التنقل الجماعي للجماهير خارج العمالات والأقاليم، وجعل مؤسسة "صونارجيس" تتولى السهر على التنظيم اللوجيستيكي لكل مباريات البطولة الاحترافية بتنسيق مع الأطراف المعنية وإعداد أنظمة داخلية نموذجية للملاعب من طرف الجامعة ووضعها رهن إشارة الأندية. ومن بين المقتضيات المهمة التي تم إقرارها مع الانتهاء من تنفيذ هذا البرنامج قبل نهاية السنة الحالي، تجهيز الملاعب بالوسائل التكنولوجية الحديثة (كاميرات المراقبة، وبوابات إلكترونية، وتحديث نظام بيع التذاكر، وتحسين شروط الاستقبال عبر توفير المرافق الصحية ووسائل الترفيه وترقيم الكراسي وتوجيه الجمهور. تقرر أيضا، تولي السلطات الإدارية المحلية تأطير جمعيات المشجعين وإشراكها في الاجتماعات التحضيرية والتنسيق معها في ما يخص الأنشطة الاحتفالية التي ترغب في تنظيمها داخل الملاعب، وكلفت الوزارة الوصية ببلورة إستراتيجية وطنية تواصلية للتحسيس بخطورة تفشي ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية بتنسيق مع كافة الأطراف المعنية، كما قيل بأن لجنة تقنية مشتركة شكلت للسهر على تتبع تفعيل القرارات المتخذة، وتجتمع كل شهر. والتساؤل المطروح على بعد ثلاث أشهر من نهاية السنة الجارية، هو ماذا تحقق من كل هذه الإجراءات المهمة التي أعلن عنها بحضور قطاعات أساسية؟ وهل ننتظر اندلاع أحداث أخرى لنتذكر أن هناك قرارات اتخذت ومقضيات تنتظر التفعيل؟ وأين هي اللجان المحلية واللجان المشتركة؟ وماذا تحقق فيما يخص الإجراءات التي تم الإعلان عنها خاصة تلك المتعلقة بالشروط الواجب اتخاذها داخل الملاعب؟ لا شيء تحقق إذن، وبسرعة غريبة نسي مسؤولو القطاعات الحكومية المعنية، أن قرارات لا زالت تنتظر التنفيذ، وأن اللجان كونت فقط على الورق فقط...