اليوم في منتصف الليل ستنتهي أيام الحملة الانتخابية المتعلقة بتشريعيات سابع أكتوبر، لتبدأ "فترة صمت" قصيرة، قبل صباح غد الجمعة حيث يوم الاقتراع. غدا الجمعة إذن سيكون على المواطنات والمواطنين بمختلف جهات المملكة تحمل مسؤوليتهم تجاه وطنهم ومستقبل شعبهم، وذلك بالذهاب أولا إلى مكاتب التصويت وعدم ترك المكان فارغا. التصويت هو أولا حق لنا، وفي العالم كله انتزعت الشعوب هذا الحق الأساسي بعد نضالات طويلة، ولهذا يجب القبض عليه وممارسته بكل حرية ومسؤولية. التصويت هو الفعل المجسد للمواطنة ولتعبير الشعب عن اختياره السياسي ومشاركته في الشأن العام لبلاده وتأثيره في السياسات العمومية، التي تعني مصالح ومطالب وحاجيات وتطلعات المواطنات والمواطنين. لكل هذا يجب أن نحرص كلنا غدا الجمعة، ومنذ الساعات الأولى عقب افتتاح مكاتب التصويت، على الإقبال بكثافة على مكاتب التصويت، والالتزام بالهدوء والتنظيم لإبراز تقدم وعي شعبنا وسلوكه الحضاري والديمقراطي، وفي نفس الوقت تقوية اليقظة الشعبية والمدنية دفاعا عن أصواتنا واختيارنا، وإصرارا على مصداقية العملية الانتخابية ونزاهتها. غدا الجمعة هو يوم التصويت، ولهذا لما يكون الناخب أو الناخبة داخل المعزل سيكون مرفوقا فقط بضميره، وعليه أن يتذكر أن تصويته ليس مجرد علامة يضعها على ورقة، وإنما الأمر يتعلق بشهادة يدلي بها، وهو يتحمل أمانة الاختيار بين المرشحين على أساس الكفاءة والمقدرة واللون الحزبي واستحضار مصلحة بلادنا وشعبنا... داخل المعزل يتحمل المواطن (ة) كامل المسؤولية في وضع العلامة على خانة المرشح/الحزب الأكثر مصداقية. حزب التقدم والاشتراكية يعتز، في هذا الإطار، أن يطلب من المواطنات والمواطنين التصويت لرمز "الكتاب" في اللوائح المحلية واللائحة الوطنية، وذلك لكي تتقوى قدرته على حمل مطالب شعبنا وتطلعاته والدفاع عنها من داخل المؤسسات، والحرص على إبرازها ضمن السياسات العمومية. لقد أبان التقدم والاشتراكية، في أكثر من محطة وموعد، عن قوة مصداقيته السياسية والأخلاقية، وعن نزاهة مسؤوليه ومناضلاته ومناضليه وكفاءتهم، وأبان أيضا عن استقلالية قراره السياسي والتنظيمي وعدم رضوخه لضغوط لوبيات الفساد والريع. الحزب الذي لا يمتلك صوته هو، ولا يلتزم باستقلالية مواقفه، لا يستحق أصوات الشعب، وحزب التقدم والاشتراكية دافع باستماتة عن استقلاليته، وتحمل كل الضربات في السنوات الأخيرة وواجهها بشجاعة ومسؤولية، ولهذا يتوجه اليوم إلى الشعب ملتمسا التصويت لفائدة مرشحاته ومرشحيه الحاملين لرمز "الكتاب"، وشعار: "المعقول"، من أجل تقوية استقلالية الأحزاب الوطنية الحقيقية وتمتين جبهة مقاومة الفساد والمفسدين، وللعمل على إنجاح الإصلاحات وتعزيز دينامية التقدم في بلادنا. الناخبات والناخبون عليهم اليوم الوعي بأن السياسة إذا لم تكن فيها فاعلا ولم تصوت ولم تعبر عن رأيك بشكل ناجع ونافع ومسؤول، فهي في كل الأحوال تُمارس عليك، وسواء قاطعت التصويت أو صوتت لمن يرشيك أو لمن لا يستحق، فإن كل ذلك من شأنه فقط تيسير وصول رموز الفساد والكائنات الانتخابية الريعية والمنفعية إلى المؤسسات، ومن ثم تطبيق برامج وسياسات لن تكون، بالضرورة، في صالح مستقبل البلاد وأهلها. اليوم، بالنظر إلى انتظارات شعبنا وما يفرضه المحيط الإقليمي من تحديات كبرى، فإن التعبئة المكثفة لشعبنا ضرورية وجوهرية من أجل اختيار مؤسسات تمثيلية ذات شرعية ومصداقية وكفاءة. إن اختيار المرحلة اليوم هو الرهان على الأحزاب الوطنية الديمقراطية ذات الموقف المستقل، هو الرهان على القوى المنخرطة فعلا في الدفاع عن الإصلاح وعن دولة القانون والمؤسسات. حزب التقدم والاشتراكية أكد أنه قوة سياسية تقدمية ذات مصداقية، وأبان عن مسؤولية وطنية عالية، وعن بعد نظر، وعن كفاءة تدبيرية، ولهذا ينادي الشعب بمنحه اليوم ثقته لمواصلة العمل لتقوية مرتكزات المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي في إطار الإصلاح وحماية استقرار البلاد ووحدتها. اختيار التصويت ل "الكتاب" ولمرشحات ومرشحي المعقول، هو اختيار لتقوية جبهة مناهضة الفساد وسد الطريق على سماسرة الانتخابات ولوبيات الريع. لنذهب إذن بكثافة، وبنظام وانتظام، غدا الجمعة إلى مكاتب التصويت. لنرفض بقوة بيع أصواتنا وضمائرنا للفاسدين. لنفضح السماسرة و "شناقة" الانتخابات أمام الملأ ولدى السلطات. لنحتكم فقط إلى ضمائرنا داخل المعزل ولنؤدي الشهادة بصدق. لنصوت لحزب التقدم والاشتراكية، ولنضع العلامة في خانة: "الكتاب". هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته