اختتم رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي زيارته الرسمية الى بلادنا بدعوة من جلالة الملك، وشهدت، خلال اليومين اللذين استغرقتهما، مباحثات سياسية واقتصادية بين البلدين، وإشارات استعداد من كليهما لتأسيس مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية بين المملكة ودول شرق وغرب القارة الافريقية. المباحثات المغربية الرواندية تندرج ضمن اصرار المغرب الدائم على تطوير علاقاته الثنائية مع البلدان الافريقية في إطار تعاون صادق وشراكة ناجعة تنتصر لمنطق: رابح-رابح، وتتطلع الى تقوية التعاون بين دول الجنوب واستنهاض إرادة الدول الافريقية للعمل من أجل التغلب على تحدياتها التنموية والاجتماعية والأمنية والاستراتيجية. لقد بقي خصوم الوحدة الترابية للمغرب يستهدفونه دائما من بوابة هذه المناطق في شرق أو غرب افريقيا مثلا، ولم تنخرط المملكة في لعبة الابتزاز التي عرف بها الخصوم طيلة عقود، وأصرت على التشبث بحقوقها الوطنية المشروعة، واليوم انتصر العقل عند كثير من هذه الدول وتبين لها الطريق، فاختارت مساندة المشروعية. رواندا التي تعيش هي كذلك تجربة مصالحة داخلية جراء ما عانته من مجازر عام 1994، وتواجه كثير معضلات تنموية وأمنية، تتطلع الى الاستفادة من التجربة المغربية، وهي نفسها تتوفر على منجزات وامكانات يمكن للرباط استثمارها والاستفادة منها، كما أن ما راكمته المملكة من منجزات اقتصادية واستثمارية بشرق وشمال وغرب افريقيا، أو بباقي مناطق القارة، يمكن أن يشمل رواندا ويثمر برامج ومخططات للتعاون الثنائي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لمصلحة الشعوب، وفي إطار بناء مستقبل جديد للقارة يقوم على الأمن والاستقرار والوحدة والتقدم والعدالة الاجتماعية. من جهة أخرى، لقد كشفت المباحثات المغربية الرواندية كذلك عن رسوخ التوجه الأفريقي للمملكة، وسعيها الى تمتين حضورها الاجتماعي والاقتصادي والتنموي على صعيد كامل القارة، بما في ذلك غربها الذي تعتبر رواندا بوابته، كما جددت هذه المباحثات إبراز حرص جلالة الملك على الدفاع عن افريقيا وإسماع صوت شعوبها الى العالم. ورسخت اللقاءات والمباحثات التي ميزت زيارة الرئيس الرواندي أيضا انخراط القطاع الخصوصي المغربي الى جانب القطاع العمومي في مسار إنجاح هذه الدينامية الديبلوماسية والاقتصادية المغربية بإفريقيا. وسواء مع رواندا أو مع باقي بلدان افريقيا التي ترتبط اليوم مع المغرب بعديد اتفاقيات وبرامج ومنجزات ملموسة، فان ما يسمى" الاتحاد الأفريقي" يبقى هو الغائب الأكبر، أي الذي لا دور ولا أثر له. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته