تحتضن مدينة العيون اليوم اجتماع المجلس الوطني للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ويعتبر ذلك المرة الأولى التي تعقد خلالها الهيئة المهنية الممثلة لأرباب المقاولات الصحفية ببلادنا اجتماع هيكلها التنظيمي التقريري خارج الدارالبيضاء، وفي ذلك رسالة واضحة من مهنيي الصحافة بأن الوطن واحد، في الشمال وفي الجنوب، وبأن انشغالات الفيدرالية ومضامين عملها وترافعها يشمل المهنيين وتطلعات القرّاء والرأي العام الوطني في كامل التراب الوطني. عندما قررت فيدرالية الناشرين الانتقال بكامل أعضاء مجلسها الوطني الخمسين الى عاصمة الصحراء المغربية للاجتماع، فهي فعلت ذلك انتصارا أولا لقناعاتها الوطنية المبدئية بشأن الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها الوطنية غير القابلة للنقاش، وفعلت ثانيا حرصا على التفاعل مع حق المواطنات والمواطنين بأقاليمنا الجنوبية في الخبر والمعرفة، وفي اللقاء بصناع الصحافة والإعلام في بلادنا. ولهذا اجتماع العيون هو أساسا محطة تأسيس لتطلع تنظيمي وإشعاعي ومهني تسعى الفيدرالية عبره لتمتين الارتباط بإعلاميي الجهات الصحراوية الثلاث ونخبها ونشطائها، وبالتالي تقوية أدوات التواصل والعمل المشترك وتعزيز الانخراط الجماعي في جبهة مدنية وشعبية داخلية قوية ومتراصة تنتصر للوطن ولوحدته. وعلى هامش هذا الاجتماع التنظيمي الداخلي للفيدرالية سيجري تشكيل أول فرع جهوي يضم ناشري الصحف الجهوية بجهات العيون والداخلة وكلميم بحضور عشرين من الزملاء المهنيين والناشرين هناك، وهذا أيضا سيكون الفرع الأول في التنظيم الهيكلي لفيدرالية الناشرين. الخطوة لن تكون مجرد قرار تنظيمي أو احتفال شكلي، وإنما هي بداية سير منظم وممأسس من أجل بناء شروط خلق وتطوير صناعة صحفية وإعلامية محلية قائمة على هياكل مقاولاتية وتدبير عصري ومنجز مهني حقيقي على الأرض يمتلك المصداقية والمتانة اللازمتين. من المؤكد أن هناك مبادرات أخرى جرت أو تجري على هذا الصعيد بأقاليمنا الجنوبية، يكرسها شباب المنطقة ونخبها وفعالياتها المحلية، أو تدعمها وتساندها مؤسسات مختلفة، وهي كلها تمثل تراكمات تنطلق منها اليوم الفيدرالية وتتفاعل معها بغاية التأسيس لخطوة أخرى أكثر تنظيما تقود نحو المستقبل ضمن اشتراطات وتحديات واقع اليوم وحيثياته. إن مبادرة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف اليوم بالعيون يجب احتضانها من طرف الجميع ودعمها رسميا ومؤسساتيا ومن لدن الفاعلين الاقتصاديين والهيئات الترابية والفاعلين المهنيين، وذلك ليتقوى امتدادها المستقبلي ويتكرس إشعاعها ونجاحها على شكل مشاريع عملية حقيقية وصناعة قائمة الذات لمهن الصحافة والإعلام بالمنطقة. التحية لكل من يساهم اليوم في صياغة هذه المبادرة المهنية الوطنية. بالتوفيق. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته