فجع الجسم الإعلامي الوطني في وفاة زميلتنا وصديقتنا الصحفية مليكة مالك بعد معاناة مع المرض، وبدا الرزي فادحا ومهولا وصعب التحمل... تداول الأصدقاء الخبر الصادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الاتصالات الهاتفية فيما بينهم، وسالت دموع الكثيرين.. صاحبة برنامج "في الواجهة" غادرت دنيانا ولم تعد بيننا... الجميع كان يتوقع القدر المحتوم مذ وقوع الراحلة صريعة المرض، لكن لا أحد كان مستعدا لتقبل النبأ المفجع وتحمل صدمته... مليكة انتقلت إلى دار البقاء، روحها صعدت إلى جوار ملائكة السماء وعانقت الراحة الأبدية... مليكة عاشت عمرها تغمرنا كلنا بإنسانيتها ونبلها وضحكتها وإقبالها على الحياة و... بسحرها... هي التي كانت تنجح في شد انتباهنا جميعا إلى برامجها الحوارية على شاشة القناة الثانية للتعرف على أطر وقادة سياسيين، وللانشغال بالقضايا الكبرى لبلادنا وشعبنا، وللتفاعل مع أسئلة حقلنا الحزبي والسياسي والمؤسساتي، ومواكبة تحولات مسارنا الديمقراطي العام. سيرتها ومنجزها في المهنة سيبقيان لحظة ضوء متميزة يستنير بها صحفيات وصحفيو اليوم، وينهلون منها قيم الالتزام والتحدي والشجاعة... لا نصفف هنا الكلمات افتعالا أو لضرورة المناسبة، وإنما نعبر عن رزي حقيقي وكبير أصبنا به في المهنة وحواليها بفقدان قامة إعلامية من حجم مليكة مالك. واللحظة بحجم فجاعيتها تسائلنا اليوم بشأن قدرتنا، كقطاع مهني وكبلد، على أن نتوفر على أمثال ومثيلات مليكة مالك، وتسائلنا حول رعب ما نحس به حولنا من فراغ بهذا الخصوص، وتسائلنا أيضا، وقد رحلت فقيدتنا يوم عيد النساء، حول واقع صحفياتنا وولوجهن إلى مراكز القرار والمسؤولية داخل المهنة، كما أنها تصدمنا بالمآلات الاجتماعية التي تلف بأغلالها بعض زميلاتنا وزملائنا في آخر العمر.. خسارتنا اليوم لمليكة مالك يجب أن تحفز البلد بكامله وبكل مؤسساته، والمهنة لكي نلتفت إلى حقلنا السمعي البصري وإلى مهنة الصحافة ككل ومقاولاتها من أجل الإقدام على خطوات أساسية كبرى تحقق التأهيل والنجاعة، وتوفر الكرامة للمهنيين... رغم هول المعاناة وقساواة المرض، لم تستسلم مليكة مالك، ولم تغادر تفاؤلها وثقتها في الحياة وإقبالها عليها، وحتى عندما كانت تحس باقتراب النهاية، بقيت صبورة ومتحملة وتقبض على نبلها، وعلى علو قامتها... نحن سنتذكر باستمرار الحيوية المهنية لمليكة والتزامها الوطني على الشاشة وفي الحياة.. سنتذكر كذلك ضحكتها وألفة الحديث معها وبهاءها الإنساني.. السلام لروحك الطيبة .. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته