الخلية الإرهابية الإجرامية التي أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية الخميس الماضي عن تفكيكها تكتسب كثير تحول عن سابقاتها، ما يبرز هول الخطر الذي نجحت الأجهزة الأمنية في إبعاده عن بلادنا. العصابة كان لديها مخطط إجرامي مهول وعثر في حوزتها على أسلحة وذخيرة ولوجيستيك لا تخلو من نوعية، كما أنها تجند قاصرا ومن ضمن عناصرها مواطن فرنسي، بالإضافة إلى أن مخططها كان يستهدف ضرب مؤسسات اقتصادية وطنية ومقر البرلمان وثكنات عسكرية وقوات الأمن وشخصيات مدنية وسياح ، أي إحداث الدمار والرعب وسط شعبنا وفي مجتمعنا... القول إذن بأن الخطر الإرهابي موجود وبلادنا مستهدفة وتتربص بها العصابات الإجرامية، كل هذا ليس مجرد كلام، وإنما الأمر يتعلق بتحدي حقيقي لابد من استحضاره باستمرار والحرص على تمتين اليقظة الأمنية وتعزيز المقاربة الاستباقية، فضلا عن تقوية تعبئة مجتمعنا وخوض معركة شاملة ضد الإرهاب والتطرف بلا أي تهاون أو تراجع. الأمر يتعلق بأمن وطننا واستقراره وحماية حدوده وسلامة شعبه، وهنا لا مجال لاستقالة أي كان، فالمسؤولية جماعية والمقاربة يجب أن تكون شمولية وبمنهجية التقائية، وترتكز على الأمن والاستخبارات ثم على القضاء ومقتضيات دولة القانون، علاوة على خوض المعركة على صعيد المنجز التنموي والاجتماعي، ومن خلال جبهة الثقافة والفكر والإعلام والإصلاح الديني، وأيضا عبر التعاون الأمني والاستراتيجي الإقليمي والدولي. لقد أعاد اعتقال عناصر هذه الخلية الإرهابية للبال ما يشهده محيط المملكة من فوضى وتفكك، سواء في ليبيا أو في بعض بلدان الساحل الإفريقي، ومشكلة التهريب وفوضى تجارة السلاح وتداخل مصالح وخطط الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب، بالإضافة إلى فرار العناصر الإرهابية نحو مناطق نائية وعرة التضاريس بجنوب البلاد لاستغلالها كقاعدة خلفية أو مركز تدريب، كما أن المخططات الإجرامية للخلية المفككة تبرز تطابق العمليات والنوايا مع ما يجري في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وكل هذا يكشف عن الارتباطات الدولية والمشرقية للخلية، واستهداف الجماعات الإرهابية للمملكة التي تواصل بناء نموذجها الديمقراطي والتنموي المختلف. كل هذا وسواه يبين التطور الخطير الذي بات يميز تركيبة وهوية ومخططات الخلايا الإرهابية التي تستهدف أمن المغرب واستقراره، ما يفرض اليوم تعزيز المجهود الأمني والاستخباراتي للبلاد بمستويات أكبر، وتمتين يقظة المجتمع وانخراطه في دينامية صيانة استقرار البلاد وتطوير مسيرتها الديمقراطية والتنموية، ذلك أن الجبهة الداخلية القوية هي بالفعل الصخرة التي تتكسر عليها دائما مطامع ومناورات واستهدافات المتربصين بوحدة المغرب واستقراره. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته