لم يستسغ الرأي العام الوطني صرف الكم الهائل من الملايير التي كشف عنها التقرير المالي المقدم من طرف جامعة لقجع، خلال جمعها العام العادي، الذي احتضنت أشغاله قاعة المؤتمرات بالصخيرات مساء الثلاثاء الأخير. فقد كشف هذا التقرير الذي أخفي عنوة على رجال الإعلام، أن الميزانية التي تم صرفها بلغت 85 مليار و72 مليون سنتيما، خلال عام ونصف فقط. هذا التقرير القنبلة، رفض إداريو الجامعة توزيعه على ممثلي وسائل الإعلام سواء قبل أو بعد تلاوته. عملية فهم منها الحضور أن هناك رغبة في عدم الاطلاع على تفاصيل أوجه صرف هذا المبلغ الكبير. وحتى عندما تلا المدير المالي للجامعة تقريره المالي، فإن الطريقة والسرعة والضجيج الذي ملأ القاعة بعد تسريب خبر الاستغناء عن بادو الزاكي، كلها عوامل حالت دون التأكد من حقيقة الأرقام. والنسخة الوحيدة التي استقى منها رجال الإعلام "حقيقة" الأرقام حصل عليها زميل بطريقة خاصة بعد أن تحايل على أحد المسيرين. صحيح أن الميزانية التي خصصت لتحسين البنيات التحتية من ملاعب وإنارة، والرفع من دعم الأندية، والزيادة في منح الحكام، وإرساء هيكلة الإدارة التقنية، ودعم إدارة الجامعة، وتوسيع وسائط الاتصال، وتغطية نفقات المنتخبات الوطنية بجل الفئات، كلفت الجامعة مبالغ كبيرة، إلا أن هذا لا يشفع لرئاسة الجامعة من أجل المبالغة في صرف المال العام، والوصول أحيانا إلى مظاهر الإسراف والبذخ، كما أن مجموعة من الوظائف الزائدة، والأجور المبالغ فيها، خاصة بالنسبة لأشخاص تم التخلص منهم بإدارات أخرى، ليتم إلحاقهم عنوة بجامعة كرة القدم، أثقل كاهل الجامعة ماليا. وحين يقول فوزي لقجع إنه يتبع أسلوب الشفافية والوضوح، فلماذا أصر على إخفاء حقيقة الأرقام؟ ولماذا لم يتخذ إجراءات للحد من إهدار المال العام؟ ولماذا المبالغة في تحديد الرواتب سواء للإداريين أو المدربين؟ ولماذا المبالغة في تلبية نزوات المدربين من قبيل تخصيص فندق خاص ومسبح خاص وأكل خاص، وغيرها من جوانب الترف التي لا تقارن حتى بالنسبة لمنتخبات تنتمي لدول غنية. هذا هو الجانب الذي صدم بالفعل المغاربة، وهم يتابعون طريقة صرف المال العام، كما تابعوا بكثير من الحسرة توالي الإخفاقات على مستوى المنتخبات بجل الفئات، رغم أنها كلفت حوالي 164 مليون درهما، دون احتساب أجور الأطقم التقنية والتي فاقت 300 مليون درهما. لقجع الفاهم للغة الأرقام والمطلع على حقيقة الأوضاع، كان من الضروري أن يعكس هذه المعرفة وهذا الوعي، على مستوى التسيير المالي للجامعة بكثير من الحرص على ترشيد النفقات... والحرص أيضا على إعمال الشفافية والوضوح.. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته