أنا مطمئن على مستقبل المسرح رغم التغيرات التي طرأت على مستوى أشكال التواصل كان للباحث المسرحي مصطفى الرمضاني حضور فاعل في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح، من خلال عضويته ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ومواكبته للندوات النقدية، بالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه. ماذا يشكل بالنسبة إليك المهرجان الوطني للمسرح في دورته السابعة عشر؟ المهرجان هو أولا فرصة لتقييم التجربة المسرحية في مرحلتها الراهنة، وهي كذلك مرحلة لمراجعة الذات، ثم كذلك مرحلة للاعتراف بما قدمه الآخرون من خلال تكريم الشخصيات الوازنة في الإبداع المسرحي سواء في مجال التأليف أو التمثيل أو الإخراج، كما هو الحال في هذه الدورة، والمهرجان هو أساسا العروض المسرحية التي تقدم خلاله والتي تشكل آخر الإنتاجات، والتمهيد لموسم مسرح جديد، هذه مرحلة أساسية. تم تهجير المهرجان من مكناس إلى تطوان، هل أنت مع فكرة تنقل دورات المهرجان من مدينة إلى أخرى، أم مع ضرورة توطينه في مدينة محددة؟ لا أنا مع فكرة التنقل من مدينة إلى أخرى، لأن الجمهور في هذه المدينة أو تلك له الحق هو الآخر في أن يشاهد هذه التظاهرة المسرحية، المغربي أينما كان له الحق في أن يستفيد، وأن يكون هناك رواج ثقافي وتجاري، وخلق الحوار وتبادل وجهات النظر بين المبدعين والمثقفين الآخرين والجمهور، أنا طبعا مع تغير أماكن تنظيم المهرجان. أين وصل المسرح المغربي في وقتنا الحالي؟ هناك بصراحة تجارب مسرحية مهمة تم إنتاجها حديثا، خصوصا مع هؤلاء الشباب الذين مافتئوا يقدمون نوعا جديدا من المسرح، سيما على المستوى التقني، بفضل الإمكانيات التي أتيحت لهم، فهناك خريجو المعهد العالي للفن المسرحي الذين لهم إسهام واضح في تجديد التجربة المسرحية، حيث لهم ثقافة أكاديمية تخص تقنيات المسرح: سينوغرافيا وإضاءة وإدارة الممثل وغير ذلك، وهذا شيء مهم، بالإضافة إلى التجربة التي يملكها مسرح الهواة، مما يشكل غنى بالنسبة لرصيد المسرح المغربي. كيف تستشرف آفاق المسرح المغربي في ظل التغيرات التي طرأت على مستوى التواصل؟ بفضل المبادرات التي أقدمت عليها الوزارة الوصية على هذا القطاع، وزارة الثقافة، في ما يخص دعم المهرجانات، والعروض، توطين الفرق المسرحية وتشييد قاعات عرض جديدة، فإن ذلك يقدم بالتأكيد خدمة للمسرح المغربي، الذي كان يفتقر إلى البنيات التحتية والتكوين والدعم المادي، وهذا شيء إيجابي، يجعلنا نطمئن على مستقبل المسرح. ما هو جديدك الإبداعي؟ أهيئ للنشر كتابا نقديا جديدا، كما أنني بصدد كتابة نص مسرحي بعنوان "مرتجلة الشرق".