تخلص من العادات الذهنية المؤذية تمر على كل شخص فترات من الشك والتفكير السلبي، ما يؤدي إلى خوضه في حالة من عدم الراحة النفسية، ويزيد من وطأة منغصات الحياة. وتختلف فترات التفكير السلبي من شخص لآخر. فبينما يتمتع بعض الأشخاص بشخصيات قوية وذهن إيجابي بشكل عام، هناك من يعانون من الأفكار السلبية ضد أنفسهم بشكل مستمر، بحيث لا يستطيعون التركيز إلا على الأمور السلبية. والخطوة الأولى لتجنب المصاعب اليومية التي تأتي بسبب طرق التفكير المؤذية هي فهمها وكشفها فور تسللها إلى أدمغتنا. فلنتعرف إذن على بعض العادات الذهنية المؤذية التي نقوم بها، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". السعي إلى الكمال كثيراً ما نقسو على أنفسنا في النقد ونفشل في الوصول إلى المعايير العالية التي وضعناها لأنفسنا. وهذا الهوس بالكمال يأتي بسبب الإصرار على الوصول إلى أمور معينة بصرف النظر عن الظروف التي نمر بها. والنتيجة هي شعور دائم بعدم الرضى، ونظرة مهزوزة تجاه الذات. هذا لأن السعي إلى الكمال يؤدي إلى ارتباط تقبل الذات بأداء أمر جيد فقط. والحل كما تقترحه "سايكولوجي توداي" هو فهم أن في الحياة عوامل تتدخل في قدرتنا على القيام بأي أمر، وأننا غير قادرين على السيطرة على حياتنا وما يحصل فيها بشكل كلي. كما يجب عدم رؤية أي خطأ نقوم به على أنه مأساة. العيش مع الندم ويضيف موقع "Psychology Today" أن الندم هو أحد المشاعر المؤذية التي نمر بها. وهو حالة ذهنية/حسية تتضمن لوم الذات على النتائج السيئة، وتمني لو أننا اتخذنا قرارا مختلفا. وأحيانا، يقود هذا الشعور إلى التعلم من الأخطاء السابقة، ولكن الإسراف به يعني الاستمرار بجلد الذات وتذكر الماضي وعدم التقدم في الحياة. والحل هو محاولة التركيز على اللحظة التي نعيشها، والنظر إلى المستقبل بإيجابية. مقارنة النفس بالآخرين قال الرئيس الأمريكي السابق ثيودور روزفلت "المقارنة هي لص السعادة". فهناك من لا يستطيع الشعور بالرضا عن ذاته أو حياته لأنه يقارنهما بما يمتلكه الآخرون بشكل يقزم ما يمتلكه. والمشكلة في هذه المقارنات هي في أنها تؤخذ بالظاهر فقط، دون الانتباه إلى أن حياة الآخرين تخفي كثيرا من الأمور الأخرى التي قد تساعدهم في أن يكونوا أفضل، أو التي تجعلهم في الواقع أسوأ حظاً. والحل يكمن في الاعتقاد بأن الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو نفسك، لأن الظروف تختلف كليا من شخص لآخر. لذا، فمن غير العادل أن تقارن حالتين مختلفتين في الأمر ذاته. محاولة إرضاء الناس تنبع محاولة إرضاء الناس من الرغبة في جعل الجميع يحبوننا، ما يؤدي إلى وضع رأي ومشاعر الآخرين فوق مشاعرنا، ومحاولة إرضائهم مهما كان الثمن. والمحاولة لإرضاء الآخرين دائما هي إحدى نتائج التعاطف المبالغ، فلمجرد العلم بأن أحدا سيشعر بالسوء لا يعني أنه من الواجب إرضاؤه. والحل أن تضع حدودا لما قد تبذله من أجل إرضاء الآخرين، ولا تخف من قول كلمة "لا". قد يشعرك الأمر بعدم الراحة لفترة قصيرة، لكن النتيجة ستكون مرضية أكثر على المدى البعيد.