جلبت مراقبة الولوجيات إلى مراكز التصويت خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة ليوم 4 شتنبر 2015 في جهة الرباط - سلا - القنيطرة، التي نظمتها الجمعية المغربية للمعاقين جسديا والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، الضوء على عدم وجود تدابير وأحكام تتوافق مع المعايير الدولية بشأن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية. أجريت هذه الدراسة التجريبية الأولى من نوعها في المغرب على حد علمنا من طرف 43 ملاحظ وملاحظة في 200 مكتب (أي عينة 5٪) من مكاتب الاقتراع. والنتيجة وإن كانت غير شاملة فهي تتحدى بقوة. فيما يتعلق بالإعاقة الجسدية و الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الحركة (كبار السن، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والنساء الحوامل)، الوصول المباشر للمكاتب، كان صعبا جدا، إن لم يكن مستحيلا تقريبا في 75.5٪ من الحالات. ترتبط الصعوبات بوجود العديد من السلالم عند مدخل المؤسسات العمومية وعدم وجود منحدرات وممرات لمستعملي العصا أو العكاكيز أو الكراسي المتحركة، مع العلم أن هذه المؤسسات يجب أن تكون مكيفة وفقا لقانون الولوجيات الذي أصدر في سنة 2003. وبالإضافة إلى السلالم خارج وداخل المؤسسات، فإن مساحة المعزل أيضا أصبح مشكلا بسبب ضيقها، فهي غير مناسبة لمستعملي الكراسي المتحركة ، إذ لا تصل مساحتها إلى 1،2 مترا في العرض وفقا للمعايير الدولية، وذلك في أكثر من نصف مراكز الاقتراع. القضية تتعلق أساسا بحرمان مستخدمي الكراسي المتحركة بالاقتراع السري وفقا لأحكام القانون. وعلاوة على ذلك، حتى أولئك الذين تمكنوا من الوصول، كان ارتفاع الرف داخل المعزل عائقا حقيقيا لمستخدمي العكاكيز والكراسي المتحركة في 56.5٪ من الحالات. وظلت بقية عملية التصويت مشكلة لهذه الفئة، بحيث وضعت صناديق الاقتراع على مستوى عال بما فيه الكفاية لتمنعهم من الإدلاء بصوتهم بدون مساعدة الغير، وهذا يمثل تقريبا 60٪ من الحالات. كان الوضع أكثر حرجا بالنسبة لأولائك الذين لديهم إعاقة حسية: العمي وضعاف البصر والصم والبكم. هذه الفئة همشت تماما من العملية الانتخابية ومن التعبير عن حقها في اختيار ممثليها لعدم وجود أوراق التصويت على طريقة "البرايل" بالنسبة للأشخاص المكفوفين، ولعدم وجود لغة الإشارة بالنسبة للصم وذلك في 100٪ من مراكز الاقتراع. يجب الإشارة إلى أن الحملات الانتخابية من قبل الأحزاب السياسية أعربت عن عجزها العظيم في هذا المجال. لتوضيح أفضل لهذه التجربة نقدم بعض الشهادات 1- أحمد، 24 عاما، يعاني من ضعف البصر "حدة بصره لا تتعدى 1/10 والمجال البصري أنبوبي نتيجة التهاب الشبكية الصبغي Rétinite pigmentaire –" أعرب عن أسفه وخاصة عن غضبه وبجدارة قائلا: "لم أكن قادرا على التصويت. انخفاض ضوء المكتب ورداءة الإضاءة في المعزل منعوني من تحديد الرموز المختلفة، لاختيار الذي أريده ". 2- ياسين، 42 عاما، يعاني من الإعاقة الذهنية. أجاب على السؤال: "هل صوتت؟ " بنعم، "من خلال تعيين الرمز الذي اخترت"، وأضاف "هو جارنا ... والدتي قالت لي انه لم يفعل شيئا بالنسبة لنا ...ولكن الرجل لم يتخلى عن تحرشي ... ما جعلني أصوت لصالحه ... فعلت ذلك بدافع الخوف ... لكنه لم يفز". 3- ليلى 46 عاما، تتحرك بمساعدة عكازين بسبب الإعاقة الجسدية، أعربت بغضب عن هذا اليوم: "استيقظت في الصباح بقصد التصويت قبل الذهاب إلى العمل في سيارتي المكيفة التي أقودها بيدي. المفاجأة الأولى كانت عند وصولي إلى مركز الاقتراع "حي أكدال"، لم أجد مكانا لوقوف السيارة. نويت مواصلة طريقي إلى عملي، لكني لم أرد أن أحرم نفسي من حقي في التعبير عن اختياري... وبمجرد أن اوقفت ألسيارة وجدت أمامي عدة سلالم في مدخل المؤسسة وللوصول إلى مكتب الاقتراع......... داخل المعزل كان الرف مرتفعا للغاية بالنسبة لوضعيتي لكي أستطيع مراجعة ورقة الاقتراع بدون التخلي عن العكاكيز. قاومت و لكني طلبت كرسيا ... ولكن الكرسي لم يصل ... وبعد جهد استطعت أن أكمل مساهمتي وحقي كسائر المواطنين. .4- ربيعة 42 عاما، تستخدم عكازا بسبب إعاقة حركية في ساقها الأيمن، تقول بشعور الإقصاء: "أنا عادة لا أصوت على أحد، لأن الأحزاب السياسية لا تهتم بمشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة..... وبالإضافة إلى ذلك يعدون بأشياء كثيرة ولكن عندما يلحقون أغراضهم ينسون كل شيء.... هذا الصباح غيرت رأيي وذهب لأدي بحقي وواجبي كمواطن. في منتصف الطريق. وقبل الوصول إلى مكتب الاقتراع، وجدت نفسي مجبرة لتسلق العديد من السلالم ... انزلقت... وكدت أن أكسر ساقي. لذلك استدركت ورجعت إلى البيت. الهدف من هذا البحث الذي قامت به الجمعية المغربية للمعاقين جسديا والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة في جهة الرباط - سلا- القنيطرة هو رفع الوعي حول قواعد بيانات واقعية وموضوعية. هذه النتائج تؤكد للجهات المعنية والسلطات العامة وصانعي السياسات أنه لا يمكن تحقيق ونجاح العملية الانتخابية بدون توفير الظروف التي تسمح لجميع المواطنين الإجابة على هذا بكرامة في يوم الانتخابات. *رئيسة الجمعية المغربية للمعاقين جسديا