بالرغم من أن حركة المسافرين تقل خلال شهر رمضان، فبعض أصحاب الطاكسيات الذين يرابضون أمام محطات القطار، يصرون على مواصلة نفس السلوك المريب الذي تعودوا على سلوكه والتعامل به مع كل من قصدهم من المسافرين. على سبيل المثال نشير في البداية إلى أن ذلك يهم، على الأقل، كل محطات القطار الرئيسية بالدار البيضاء، أي محطة الميناء، محطة المسافرين، والوازيس. ولا نتصور القارئ إلا وقد تبادرت إلى ذهنه الآن ومباشرة تلك الممارسات التي شبهها البعض ب (الشناقة) في سوق الأغنام، والتشبيه هنا مقصود به _ طبعا _ تلك الحالات التي يجد فيها المرء طوابير من سيارات الأجرة مصطفة أمام المحطة فيما أصحابها مندسون بين المسافرين الوافدين ل (اصطياد) الركاب حسب الوجهة التي يحددونها هم (سواق الطاكسي) سلفا، ولا يتحرك الطاكسي إلا بعد (جمع) ثلاثة من الركاب الذين يقصدون نفس الوجهة مما يتمكنون معه من جعل ثمن الرحلة مثلثا. أما كل من يرفض جشع هؤلاء، سواء كانوا أزواجا آو مسنين آو حتى نساء حوامل، فيكون مجبرا على مغادرة المكان للبحث عن الطاكسي أو وسيلة نقل أخرى بعيدا عن فضاء المحطة الذي صار سوقا للتحايل والابتزاز المغلف. وهذا بالذات ما يضطر إليه العديد من المسافرين الذين أعيتهم الشكاوي والاحتجاج بدون طائل. أما الذين يصطدمون بهذا السلوك لأول مرة، وخاصة الزوار والسياح، فلهم أن يعتبروا ذلك من الاكتشافات الغير مفيدة التي تمكنهم من الوقوف على المحنة الإضافية للمواطن مع وسائل النقل، والاطلاع على (مميزات) المدينة وعلى ما تتعرض له صورتها من تشويه وتبخيس بفعل جشع هذا الرهط الذي له فهمه الخاص للعمل في وسائل النقل العمومي.