المغرب يخلد اليوم العالمي للإسكان تحت شعار» فضاءات عامة للجميع» يعد تخليد المغرب لليوم العالمي للإسكان،(خامس أكتوبر)، المنظم هذه السنة تحت شعار «فضاءات عامة للجميع»، مناسبة سانحة لتقييم المنجزات التي تم تحقيقها والوقوف على التحديات المطروحة في مجال توفير السكن بالوسطين الحضري والقروي، وذلك باعتباره من الحقوق الإنسانية الأساسية المكفولة للمواطنين. وفي هذا السياق، أكد وزير السكنى وسياسة المدينة، محمد نبيل بنعبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الاثنين، أن المغرب يخلد هذه المناسبة في ظل قيامه بمجموعة من الإصلاحات العميقة، وإطلاقه لجملة من الأوراش الهيكلية الكبرى، التي تروم، استنادا إلى مرجعيات دولية ووطنية، توفير سكن لائق لكل الفئات، خاصة منها الفئات المعوزة والمهمشة، تماشيا بذلك مع التوجيهات الملكية السامية، وتفعيلا لمضامين الدستور الجديد ذات الصلة بالجيل الجديد من الحقوق، ومن بينها ضمان الحق في السكن اللائق والعيش الكريم. وأشار بنعبد الله إلى أن عمل وزارته يندرج، في نطاق تنفيذ البرنامج الحكومي، من خلال مباشرة مجموعة من البرامج (القضاء على السكن الصفيحي، ومحاربة السكن العشوائي، والتدخل في السكن الآيل للسقوط والمهدد بالانهيار، وفي الأحياء ناقصة التجهيز، والسكن القروي)، وكذا عبر تكثيف العرض السكني (تطوير وتشجيع السكن الاجتماعي، والسكن منخفض التكلفة والسكن الموجه للطبقات المتوسطة)، مع العمل على تأهيل القطاع والنهوض به من خلال إعداد واستصدار مجموعة من القوانين وتطوير الحكامة. وأضاف أنه يجري حاليا إرساء أجيال جديدة من المشاريع المندمجة المبنية على التقائية سياسات عمومية مجالية في إطار سياسة المدينة، والتي تعتبر سياسة عمومية إرادية جديدة إدماجية وتشاركية، وتقوم على مقاربة أفقية، تهدف إلى التقليص من مظاهر العجز والهشاشة والتهميش والإقصاء الاجتماعي، وذلك في المناطق الحضرية الحساسة، التي تعرف ضغطا اجتماعيا وخصاصا على مستويات متعددة، وكذا في المراكز الصاعدة. واعتبر الوزير أن سياسة المدينة هاته تهدف إلى تعزيز أدوار المدن باعتبارها مراكز أساسية لإنتاج الثروة وتحقيق النمو، مؤكدا على ضرورة استحضار حقوق الأجيال القادمة في هذا الميدان والحرص على إرساء أسس ضمانها وصيانتها. وأعلن بنعبد الله أنه، تخليدا لهذه المناسبة، سيتم غدا الأربعاء بالرباط تنظيم لقاء تواصلي بحضور المتدخلين المعنيين ومهنيي القطاع، وذلك بغرض إبراز ما تم تحقيقه في مجال السكن بالمغرب، علاوة على تدارس سبل تحسين التدخلات ومواجهة التحديات المطروحة في هذا الشأن. من جانب آخر، وعلى الصعيد الدولي، اعتبر المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، خوان كلوس، أن احتفال المنتظم الدولي بهذا اليوم يعد فرصة سانحة للتأكيد على ضرورة النهوض بدور المرأة والرجل في خلق فضاء عمومي محترم للنوع الاجتماعي، مضيفا أن خلق هذه الفضاءات من شأنه النهوض بالوضع الصحي للمواطنين والإسهام في التنمية الاقتصادية وتحفيز الاستثمار وتعزيز الاستدامة البيئية. وحسب الموقع الإلكتروني لهذا البرنامج الأممي، فإن الشعار المعتمد لهذه السنة، «فضاءات عامة للجميع»، يهدف بالأساس إلى دعم التماسك الاجتماعي والتحسيس بضرورة إزالة كل الحواجز الاجتماعية والثقافية التي تعيق الارتقاء الحضاري بأدوار كل فئات المجتمع، بغض النظر عن انتمائهم العرقي والديني أو الجنس واللون. وشدد البرنامج على أهمية خلق فضاءات مصممة بشكل جيد ومراعية لشروط السلامة، لاسيما بالنسبة للنساء والأطفال والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار ذات المصدر إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يعد كذلك مناسبة سانحة لحث القطاع الخاص والمستثمرين على ضرورة الانخراط في مشاريع التعمير مع الحرص على إشراكهم في النقاشات الدائرة حول البحث عن حلول للتنمية المستدامة، لاسيما في شقها المتعلق بالفضاءات العامة. عالميا، يستفاد من إحصائيات صادرة عن الأممالمتحدة أن قرابة 1.1 مليار شخص من سكان المناطق الحضرية يقطنون في مساكن غير ملائمة وناقصة التجهيز، فيما يعيش نحو 100 مليون شخص في الشوارع دون مأوى، أغلبهم من النساء والأطفال .