الآن، وبعد أن هدأت نسبيا حروب ومعارك الانتخابات وجرى تشكيل الأغلبيات في الجماعات المحلية والجهات، وبعد أن عرفت هوية وأسماء وبروفيلات الرؤساء وأعضاء مكاتبهم المسيرة، فإن المطلوب هو الانكباب على العمل. الرؤساء الفائزون يجدون اليوم أنفسهم وجها لوجه أمام الواقع، في التدبير اليومي وفي واقع الخدمات اليومية الموجهة للمواطنات والمواطنين وفي وضعية البنيات الأساسية في المدن....، وعليهم إذن أن يتحركوا لترجمة وعودهم والتزاماتهم الانتخابية إلى قرارات وبرامج وسياسات وتدابير يلمس الناس انعكاسها الإيجابي على الأرض وعلى واقعهم اليومي المعاش. هنا يجب أن نستحضر جميعا ما كان قد تضمنه خطاب ملكي شهير أمام البرلمان حول حكامة وتدبير المدن الكبرى، وخصوصا الدارالبيضاء، وما استعرضه من اختلالات وفضائح، ويجب أيضا ألا ننسى ما ترصده يوميا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وما تفضحه التساقطات المطرية كل سنة بخصوص واقع التجهيزات الأساسية والبنيات في المدن والجماعات القروية ووضعية الطرق والصرف الصحي والإنارة والمدارس والسكن غير اللائق ومدن الصفيح والنقل والتعمير والباعة المتجولين، بالإضافة طبعا إلى الهشاشة التنموية والاجتماعية.... وارتباطا بما سبق، لا بد كذلك أن ندرك حجم الانتظارات التي حملتها انتخابات رابع شتنبر واندراجها ضمن أفق جهوي جديد وواعد، أي أن المنتخبين الجدد عليهم إنجاز المهام "العادية" المعروفة، وأيضا الحرص على تطوير منظومة العمل المحلي والجهوي بما يتيح إمكانية إشعاع المسار الجهوي الجديد لبلادنا، وإعمال المقتضيات الدستورية والقانونية ذات الصِّلة. ولإنجاح هذا التحدي الأساسي، فلم يعد اليوم مطلوبا النجاح في مناورات تشكيل الأغلبيات أو استمالة الأعضاء أو شرائهم حتى، وإنما الامتحان سيكون في الإنجاز وفي القدرة على إبداع الحلول للمشاكل وتعزيز شروط التنمية المحلية والجهوية على الأرض وإصلاح ما تشهده جماعاتنا الترابية في مختلف المناطق من اختلالات كبيرة ومتداخلة. وفي هذا العمل بالذات سيتم اختبار مستوى وكفاءة ومصداقية البروفيلات التي فازت بالرئاسة وبالأغلبية ونالت مسؤولية التسيير، ويأمل شعبنا أن تنكب المجالس المنتخبة على الخدمات اليومية والبنيات الأساسية، وعلى إنجاح مخططات تعزيز الديناميات الاقتصادية والتنموية لفائدة الساكنة، وخصوصا الفئات الهشة والفقيرة. إلى العمل أيها السادة... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته