أكد وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، أمس الجمعة بمراكش، أن محاربة عطالة الشباب تبقى رهينة بنمو مندمج ومستدام وقادر على خلق فرص للشغل. وأضاف الصديقي، في كلمة خلال أشغال المؤتمر الأول للشركاء التربويين لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، الذي ينعقد يومي 17 و18 شتنبر الجاري بمراكش، أن إنجاز هذا الهدف يستدعي تعبئة كل مكونات المجتمع حول سياسة تنموية مندمجة، ومنسجمة وذات تنسيق جيد، وترتكز، على الخصوص، على خلق فرص للشغل اللائق لكل الشباب. وأشار الوزير إلى أن هذه التعبئة تتطلب، بدون شك، وضع شراكات متنوعة ومدعمة، وانخراط القطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الاجتماعيين والمحليين والجهويين والشركاء الدوليين، مسجلا أنه على الرغم من كون نسبة البطالة تقلصت، فإن البطالة طويلة الأمد (أزيد من 12 سنة) تبقى مرتفعة في الوسط الحضري، وتعتبر، بالأساس، في مقدمة طالبي الشغل، الذين يلجون إلى سوق الشغل بدون تجربة. وقال إن البطالة تطال، على العموم، مختلف فئات حاملي الشواهد. وفي هذا السياق، سجلت البطالة خلال سنة 2014، نسبة 5, 15 في المائة بين حاملي الشواهد المتوسطة، و 5, 22 في المائة من حاملي الشواهد المهنية المتخصصة، و9, 20 المائة بين الحاصلين على مستوى عالي مع، على الخصوص، نسبة 1, 24 في المائة من خريجي الكليات، في حين أنها لا تتجاوز 7, 4 في المائة بالنسبة للأشخاص بدون شواهد. وسلط عبد السلام الصديقي الضوء على مختلف الإجراءات العمومية لتحسين مستوى التشغيل لدى الشباب الذين يواجهون صعوبات في الاندماج في الحياة العملية، من بينها برنامج "إدماج" و"تأهيل"، علاوة على مجموعة من الإجراءات لإحداث مقاولات صغيرة. من جهتها، أوضحت المديرة الدولية لقطاع التعليم بمؤسسة "ميكروسوفت"، السيدة أليسون كونارد، أن التعليم يعتبر استثمارا اجتماعيا واقتصاديا أساسيا للمستقبل وللمجتمعات والأمم والعالم. وأضافت أن التنافسية الاقتصادية لكل سوق على حدة، تبقى، إلى حد كبير، رهينة بمستوى نجاعة المؤسسات الجامعية، التي على عاتقها تمكين الطلبة من التعلم والابتكار، وهي آليات أساسية للنجاح الاجتماعي وللنمو الاقتصادي المستدام. ويشارك في هذا المؤتمر، المنظم بمبادرة من مؤسسة "ميكروسوفت" حول موضوع "الإجراءات العامة لتحسين تشغيل الشباب"، 61 مختصا الشريك في هذا البرنامج والمنتمين إلى 48 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ويشكل هذا اللقاء فرصة للوقوف على آخر المستجدات التكنولوجية بالوسط التربوي، ودور الشهادات المعتمدة في تحسين مستوى تشغيل الشباب، ومناسبة أيضا لتشجيع هؤلاء الشركاء للاطلاع على التعاون القائم بين الحكومات المعنية من أجل القيام بأنشطة كفيلة بتطوير أداء شباب المنطقة. ويندرج هذا اللقاء ضمن الجهود التي تبذلها "ميكروسوفت" بغية تمكين الأساتذة والطلبة من الولوج إلى التكنولوجيا الحديثة وتسهيل اندماج الشباب المغربي في عالم الشغل، حيث يشكل أرضية ملائمة لاقتسام آخر الاستراتيجيات والمستجدات المتعلقة بالتربية والتكوين.