توقف المشاركون في هذا المؤتمر عند آخر المستجدات التكنولوجية بالوسط التربوي، ودور الشهادات المعتمدة في تحسين مستوى تشغيل الشباب. وشكل المؤتمر أرضية لاقتسام آخر الاستراتيجيات والمستجدات المتعلقة بالتربية والتكوين، ومناسبة لتشجيع شركاء شركة "ميكروسوفت" للاطلاع على التعاون القائم بين الحكومات المعنية من أجل القيام بأنشطة كفيلة بتطوير أداء شباب المنطقة. ويندرج اللقاء ضمن جهود "ميكروسوفت" من أجل تمكين الأساتذة والطلبة من الولوج إلى التكنولوجيا الحديثة وتسهيل اندماج الشباب المغربي في عالم الشغل. وحسب المنظمين، فإن التعليم والتكوين يشكل استثمارا اجتماعيا واقتصاديا جوهريا بالنسبة لمستقبل المجتمعات والأمم، موضحين أن التنافسية الاقتصادية تعتمد، بقياس أكبر، على نجاعة المؤسسات الجامعية، من خلال انخراطها وتكوين طلبة قادرين على اكتساب المهارات والتجديد، مشيرين إلى أن السلطات العمومية عملت على تفعيل ثلاثة برامج موجهة لإدماج الشباب في عالم الشغل، هي "إدماج" و"تأهيل" و"دعم خلق المقاولات الذاتية". وقال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، الذي أشاد بهذه البادرة من طرف "ميكروسوفت" بعد اختيار مدينة مراكش لاستضافة اللقاء، إن المؤتمر شكل مناسبة لعرض التجربة المغربية في كل ما يتعلق بالسياسات العمومية لقابلية التشغيل. وأضاف الصديقي في تصريح ل"المغربية"، أن المغرب دخل منذ أواسط العقد الماضي في سياسة جديدة تسمى قابلية وضع السياسات العمومية لتأهيل الشباب خريجي الجامعات ومؤسسات التكوين المهني، وتأهيلهم لإدماجهم في سوق الشغل. وأكد أن "النتائج المحصل عليها مشجعة وإن كانت لا ترضينا 100 في المائة"، وشدد على عزم وزارته على تطوير هذه السياسة العمومية للتشغيل، في إطار الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي صادقت عليها الحكومة في الآونة الأخيرة، والتي يجري العمل على أجرأتها، مشيرا إلى الشراكة التي تجمع شركة "ميكروسوفت" والوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات "الأنابيك". وأوضح أنه من خلال دراسات مقارنة، تبين أن الشباب الذي يتمكن من استعمال الوسائل الحديثة للاتصال يملك حظوظا وافرة لإدماجه في سوق الشغل تكاد تقترب إلى 100 في المائة، موضحا أن الرهان الذي تشتغل عليه وزارته هو السير قدما لتطوير هذا المجال حتى تدخل المملكة في حداثة اقتصادية وتوفير فرص الشغل وتأهيل الشباب المتعطش لإدماجه في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. من جانبها، ذكرت سهام خربوش، مديرة شركة "ميكروسوفت" بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن التكنولوجيا الحديثة لها وقع مهم حول النماذج الاقتصادية والتشغيل عبر العالم، موضحة أن بيداغوجيا التعليم والتكوين المعلن عنها من قبل "ميكروسوفت" من شأنها أن تعزز سياسة المغرب في اتجاه تقوية دور تكنولوجيا الإعلام والاتصال لدى الشباب المغربي، من أجل الاستمرار في تقديم تكوين ذي جودة عالية لفائدتهم، والرفع من فرص التشغيل لديهم.