الناصري يتوعد بمتابعة القضية باهتمام وحزم في تطور مفاجئ، قام هاكر مغربي باختراق موقع الديوان الأميري الكويتي والذي يعتبر أعلى سلطة في الكويت، كرد فعل على الرسوم الكرتونية المخلة في حق المغاربة والتي يتم عرضها على قناة الوطن، فيما هناك محاولات أخرى لاختراق مواقع حكومية أخرى والموقع الرسمي للقناة المغمورة. وجاء هذا الاختراق نتيجة تمادي الإنتاج التلفزيوني الكويتي في تصوير المغربيات على أنهن ساحرات ومشعوذات و»خطافات الرجال»، في محاولة خبيثة لتشويه صورة المغرب. وفي أول رد رسمي على هذا الاستخفاف بالمجتمع المغربي، أكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن المغرب «سيعطي لهذه القضية ما يلزمها من الاهتمام والمتابعة عن قرب». واستنكر الناصري بشدة ما عرضته قناة الوطن الكويتية من السلسلة الكرتونية «يوميات بوقتادة وبونبيل»، حيث يسيء إلى المغاربة، وإلى المرأة المغربية على وجه الخصوص. وفي سياق متصل، عبر الوزير عن رفضه بأن «يتم التلاعب بالشعب المغربي بأي وجه من الوجوه ولا من أية جهة كانت حتى لو تعلق الأمر بقناة تلفزيونية عربية خاصة». مضيفا في نفس الوقت أن «الشعب المغربي له أنفته وكبرياؤه، والحكومة ستدافع بما يلزم من الجدية والحزم عن كرامة المغاربة رجالا ونساء». هذا، وقد قدمت القناة الكويتية الباحثة عن مكان لها في أرقام المستقبل الرقمي، اعتذارا محتشما وبسيطا، نشر على موقعها، مؤكدة على أن الحلقة «لم تحتوي على أي إيحاءات غير أخلاقية ولم تنعت أهل المغرب بأي سوء، إنما كانت فكرتها منصبة على سلوكيات خاطئة من مواطنينا خاصة وأن يوميات بوقتادة وبونبيل تهتم بمتابعة الممارسات الكويتية في الداخل والخارج وتتولاها بالنقد» وتجاهلت القناة الاستنكار الرسمي للمغرب لهذه المهزلة، وتمادت في استفزازها للمغرب بعد إبراز الصحراء الغربية على خريطة السفر من الكويت إلى أكادير في حلقة «مزيان بزاف». وفي تطور لاحق، ندد حقوقيون ومراقبون وإعلاميون بسلسلة «يوميات بوقتادة وبونبيل»، واعتبروا أن السلسلة الكويتية عمل مقصود يسيء إلى كرامة المرأة المغربية ويصور حالات شاذة قد تكون موجودة في الواقع، لكنه لم يُراع مشاعر أكثر من 30 مليون مغربي، و لم يراعِ العلاقات التي تربط البلدين، ضاربا بعرض الحائط كل الروابط التي تجمع البلدين. وأجمع المراقبون خلال حديثهم ل «بيان اليوم» على أن السلسلة تطرقت إلى سلوكيات محدودة لبعض الفتيات في المجتمع المغربي، لكن أن يتحول الأمر لعرض ذلك في عمل درامي فهو إساءة واضحة للمغرب، لا يمكن السكوت عنها. نشير إلى أن الحلقة الثامنة من المسلسل الكرتوني الكويتي الذي تبثه قناة «الوطن» تطرق لوصول بطلي السلسلة إلى مدينة أكادير، من أجل الالتقاء بفتاتين مغربيتين، وصور المخرج والدة الفتاتين وهي تهيئ كأس قهوة للضيفين، وتستعد لوضع سائل غريب فيها للتأثير عليهما بالسحر حتى يتزوجا بالفتاتين. وسبق للحلقة السابعة من السلسلة الكارتونية المذكورة أن تطرقت أيضا لبعض الظواهر في المغرب مثل السحر والرقص والميوعة الأخلاقية، في حين أن ديباجة السلسلة على موقع قناة الوطن تتحدث عن كون السلسلة «كوميديا وفانتازيا ساخرة هادفة، وشخصياتها تنقل هموم ومشاكل المواطن الكويتي أو الخليجي بصفة عامة. وغير معنية بالمواطن المغربي ولا همومه. وفي انتظار اعتذار رسمي من الحكومة الكويتية، يبقى سؤال مراقبة المنتوج الإعلامي في الكويت بارزا بأحرف من ذهب، ودور لجنة الظواهر السلبية المسؤولة عن مراقبة ما يعرض في شاشات التلفزيون في الكويت غير واضح، خاصة في ظل صمت مريب عن تصوير المغرب كمرتع للفساد وشتى الظواهر الاجتماعية السلبية.