مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري في أكتوبر القادم تنظم جمعية بابل للثقافة والفن (إبداع بلا حدود) الدورة التاسعة من مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، من 27 إلى 31 أكتوبر 2015، تحت شعار «رقصات التسامح» بمشاركة فنانين من المغرب وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرازيل وروسيا والهند وبوركينا فاصو. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية تقديم عروض كوريغرافية تجمع بين الرقص التقليدي والرقص الحديث والرقص الشبابي، وإقامة معارض فنية ومحترفات للرقص وعقد مائدة مستديرة بعنوان «كيف يساهم الرقص التعبيري في نشر قيم التسامح». فلسفة المهرجان مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري: فضاء للتلاقي والتلاقح وتبادل المعارف والخبرات بين الفنانين الكوريغرافيين المغاربة والأجانب الوافدين من القارات الخمس، ففي يوليوز 2007 نظمت جمعية بابل للثقافة والفن الدورة الأولى من المهرجان تحت شعار "ألف رقصة ورقصة" بمشاركة فرق كوريغرافية من إسبانيا – فرنسا – الهند - المغرب، بهدف إتاحة الفرصة لهواة الرقص والمهتمين وعامة الناس كي يستمتعوا بأجمل الفرجات الكوريغرافية المحلية والعالمية. وهو أيضا فرصة مواتية للتفكير في الوسائل الكفيلة بتطوير رقصاتنا التقليدية والتراثية والرقي بها من مستوى العفوية إلى مرتبة التعبير بالحركات والإشارات عن مكنونات الجسد، بلغة كوريغرافية خاصة. ومن خلال الجمع بين الرغبة في تعريف الجمهور بخصوصيات الرقص التقليدي ومميزات الرقص الحديث والشبابي، يسعى المهرجان إلى مد الجسور بين ما هو أصيل وما هو حديث وحداثي في مجال الرقص، انطلاقا من الحاجة الماسة إلى نشر ثقافة الجسد بما هي مؤشر حضاري على علو شأن الثقافة بصفة عامة، في عالم تزداد فيه الحاجة يوميا إلى لغة تواصلية تتجاوز إطار المقروء والمكتوب. في كل سنة يقدم المهرجان للجمهور الحاضر برنامجا غنيا يجمع بين العروض الكوريغرافية والمشهدية والمعارض الفنية والأفلام الكوريغرافية ومحترفات الرقص التي يشرف عليها الفنانون المشاركون ومائدة مستديرة مستوحاة من شعار المهرجان وتوقيع كتب ذات صلة بالمجال الكوريغرافي وثقافة الجسد. حوافز المهرجان من المعروف أن الرقص يحتل مكانة هامة في المغرب، فهو حاضر بقوة في المواسم والأعراس والحفلات وشتى مناحي الحياة الاجتماعية، ويلعب في التقاليد الموروثة دورا أساسيا في التسلية والتثقيف، كما أضحى الرقص الحديث في السنوات الأخيرة يشهد تطورا ملحوظا ويرسخ موقعه في الحياة الفنية والثقافية المغربية (رغم قلة المهرجانات التي تعد على رؤوس الأصابع)، وفضلا عن ذلك فإن الرقصات التقليدية في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود كي تتجدد وتتطور على غرار الرقص المعاصر والحديث الذي يتيح للفنانين استكشاف وامتلاك أسلوب خاص للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، ومساءلة الذات والمجتمع. إلا أن الملاحظ هو ذلك الخصاص المتجلي في انعدام أو قلة التدابير الكفيلة بتشجيع الفنانين على الكشف عن قدراتهم الإبداعية، وليس مرد ذلك إلى نقص في الموهبة والكفاءة، بقدر ما يرتبط الأمر بمشاكل التمويل والدعم والترويج، وضآلة فرص التبادل والتحاور الثقافي والفني. أهمية المهرجان انطلاقا من الاعتبارات سالفة الذكر، فإن مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري يكتسي أهمية خاصة بإتاحته الفرصة للفرق الكوريغرافية المغربية والأجنبية كي تشارك بأعمالها الإبداعية وتتبادل الخبرة والمعرفة، في أفق سد الخصاص وتجاوز الجهل بتجارب الآخرين والمضي على طريق التعاون والإبداع المشترك، في جو تسوده روح التآخي والاعتراف بالآخر تحت مظلة التعايش والتسامح. ورغبة من المهرجان في إضفاء الطابع الثقافي على الرقص والتعريف برصيده المحلي والعالمي، وتحويله من مجرد تسلية شخصية إلى شكل تعبيري يرتكز على ثقافة الجسد، فقد تم في العام 2011 إنشاء بنك للمعلومات المتعلقة بالرقصات التقليدية، المهددة بالانقراض، والرقصات الحديثة والمشهدية والنشاط الكوريغرافي بكل مكوناته وتجلياته (من أقراص مدمجة وأشرطة وثائقية وصور وملصقات وكتب ومجلات وبحوث ومخطوطات) بغاية مساعدة المحترفين وهواة الرقص ومريدي ثقافة الجسد على صقل مواهبهم وإغناء خبراتهم والتعريف بإبداعاتهم، وتدوين ذاكرة كوريغرافية تمكن الباحثين والمهتمين من إنجاز بحوثهم الأكاديمية والميدانية بكل ما يستجيب لشروط الإحاطة والمواكبة والاطلاع.