يشكل احتفال الشعب المغربي بالذكرى السابعة والأربعين لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، احتفاء بالآمال المعقودة على المشروع الملكي الذي يتسلح به جلالة الملك والذي جعل المغرب ورشا كبيرا للإنتاج وخلق الثروة، وشعلة متوقدة لتوطيد الأمل، وترسيخ الثقة في حاضر المغرب ومستقبله. لذلك، فإن ذكرى عيد الشباب تشكل مناسبة للوقوف وقفة لتدبر ما تحقق بالمملكة بفضل الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، واستشراف ما ينتظر مغرب الغد، كما أنها وقفة للفخر والاعتزاز بما يبذله جلالته من جهود في البناء والنماء لا يوازيها إلا تفاني جلالته في خدمة شعبه الوفي. إن الشعب المغربي وهو يحتفل اليوم بعيد الشباب لا يسعه إلا أن يقدر حق التقدير هذه الطفرة الحضارية النوعية التي يعيشها مغرب الألفية الثالثة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك الذي ما فتئ يتنقل عبر جميع ربوع المملكة للوقوف شخصيا وميدانيا على مدى تقدم الأوراش التي أطلقها، وتفقد المشاريع التي دشنها في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية. وبما أن العنصر البشري يظل، بدون منازع, أداة كل تنمية ومحورها على حد سواء فقد حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تأهيل الشباب حتى يضطلع بدوره كاملا في خوض المعركة المجتمعية الشاملة التي فتح جلالته أوراشها ويكون قوة ديناميكية وأداة مؤثرة في الوسط الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى استثمار مؤهلاته في رسم مسار الترقية الاجتماعية وفق تدبير كفء متين ومفعم بروح المواطنة والمسؤولية التي بإمكانها الرقي بالشأن العام الوطني إلى المستوى المطلوب وبناء البعد التنموي على أسس جديدة سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. وتأتي الثقة المولوية السامية في الشباب المغربي، من كون جلالته يعتبر هذه الفئة هي «المجسد لطموح الأمة، والحامل لآمالها في غد أفضل، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالتزام العمل المنتج، والمثابرة الحثيثة، والاجتهاد الخلاق، والتنافس في الإبداع». «فمستقبل المغرب، يقول جلالة الملك، هو بأيديكم شبابنا الواعد. إنه المستقبل المشروط بتضافر الجهود، والمثابرة والاجتهاد في العمل، من أجل تنمية بلدنا وتحقيق تقدمه، وتوسيع إشعاعه الجهوي والدولي، ثابت الوحدة وموفور السيادة والكرامة، في تلاحم وثيق، وولاء عميق بين العرش والشعب». (خطاب جلالة الملك في 20 غشت 2006). ولأن الثقة لا يمكن أن تنبعث من فراغ, فقد حرص جلالة الملك، منذ الأسابيع الأولى لاعتلائه عرش أسلافه المنعمين, على تمكين الشباب المغربي من كل فرص التي تتيح له إبراز كفاءته وتوظيف مهارته، وذلك من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج التي توفر لهذا الشباب كافة سبل النجاح، سواء تعلق الأمر بالتكوين والتأطير أو بالإدماج والإنخراط. واقتناعا من جلالة الملك بما يتيحه الشباب من قوة مجددة واقتراحية، من شأنها إثراء العمل السياسي على أساس المسؤولية والالتزام والقرب الدائم من هموم المواطن، بادر جلالته إلى تشجيعهم على الانخراط في الحياة السياسية، باعتبارها بوابة أساسية لضمان مستقبل أفضل، وذلك من خلال قرار جلالته السامي بتخفيض سن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية إلى ثمانية عشرة سنة. ولا يقتصر الاهتمام المولوي السامي بالشباب على البعد السياسي بل يتعداه ليشمل قطاع الرياضة باعتباره مقترنا بهذه الفئة، إذ يحرص صاحب الجلالة في كل مناسبة على إعطاء دفعة قوية لهذا القطاع من خلال تعزيز البنيات التحتية الرياضية والاهتمام بالرياضيين. ومن حسن الصدف أن يتزامن عيد الشباب هذه السنة مع احتفال المجتمع الدولي بالسنة الدولية للشباب، حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تجعل من 2010 سنة دولية للشباب انطلقت رسميا يوم 12 غشت الجاري، وذلك في أفق تثمين مساهمة الشباب ومساعدتهم على رفع ما يعترضهم من تحديات. وفي هذا الإطار، تعتزم وزارة الشباب والرياضة إطلاق الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب والميثاق الوطني للشباب، علاوة على العديد من التظاهرات المحلية والوطنية والدولية. وإذا كان الاحتفال بهذا الحدث العالمي يهدف إلى التشجيع على تقارب الأجيال من خلال تطوير قيم السلام واحترام مبادىء حقوق الانسان والحريات والتضامن، فإن جلالة الملك محمد السادس، ما فتئ يحرص على تكريس هذه القيم بين أبناء شعبه الوفي والسعي لإشاعتها على الصعيد العالمي.