أحيت فرقتا كناوة برئاسة المعلم مجيد بقاس وعبيدات الرمى زايدة بنسليمان بقيادة المعلم الشرقي بالمسرح الأثري لمدينة ديون التاريخية شمال اليونان حفلا موسيقيا وذلك في إطار مشاركة المغرب كضيف شرف خلال الدورة الرابعة والأربعين للمهرجان الثقافي والفني للأولامب. وعرف الحفل إقبالا كبيرا لمئات المتفرجين الذين امتلأ بهم هذا المسرح الأثري الذي يعود للعام 250 قبل الميلاد، وكانت مناسبة للاطلاع على جانب من الأنماط الموسيقية والرقص والغناء على إيقاعات مغربية أصيلة. وشهد الحفل حضور المسؤولين المحليين ببلدية بيريا ومدير المهرجان غريغوريس باباكريستوس وسفير المغرب بأثينا عبد القادر الأنصاري، وعدد من أفراد الجالية المغربية في المدينة. وقد لقي الحفل استحسانا كبيرا من طرف جمهور ألهبته إيقاعات غير مألوفة للبندير والمقص والكنبري والقراقب، ورقصات الفنانين الرشيقة وخفة حركتهم على الخشبة. يذكر أن المغرب اختير ضيف شرف المهرجان خلال دورته هذه السنة طيلة شهري يوليوز وغشت، إذ تم بشكل يومي تقريبا تنظيم عدد من الأنشطة الفنية والثقافية. فضمن فعاليات هذا المهرجان نشط الجامعي عبد الواحد بناصر مؤخرا في مدينة ديون لقاء فكريا حول موضوع "المغرب واليونان علاقات تاريخية عريقة" تناول خلاله التفاعلات التاريخية بين المغرب واليونان خلال العصور القديمة منذ نحو القرن الثاني عشر قبل الميلاد. كما أقيم معرض للطوابع البريدية وعرض مفتوح لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية والفنون الحرفية لقي اهتماما كبيرا . وأقيمت أيضا ورشة للخط العربي قام بتنشيطها على مدى ثلاثة أيام الخطاط فيصل نصيري. وعرضت أربعة أفلام مغربية في مسرح الهواء الطلق بمدينة كاتيريني المركز الحضري الذي يبعد عن مدينة ديون الاثرية بنحو 10 كيلمترات هي "في انتظار بازوليني" لداوود أولاد السيد، و"وداعا كارمن " للمخرج محمد أمين بنعمراوي "الأندلس مونامور" لمحمد نظيف و "ماجد" "لنسيم عباسي. ويعد اختيار المغرب ضيف شرف لهذا المهرجان الثقافي الدولي السنوي اعترافا بغنى تنوعه الثقافي والإبداعي. ويعتبر مهرجان الاولامب مهرجانا سنويا للموسيقى والمسرح والفنون والثقافة، ينظم في المسرح الأثري لمدينة ديون الأثرية في إقليممقدونيا شمال اليونان بدعم من وزارة الثقافة وبلدية ديون والسلطات المحلية لإقليم بيريا. وقد أحدث المهرجان في العام 1972 بهدف المساهمة في التنمية الثقافية والسياحية لشمال اليونان وتعزيز التبادلات الثقافية والفنية داخل منطقة البلقان. ويشارك فيه سنويا عدد من الشخصيات الفنية اليونانية والأجنبية، من بينهم فنانون ذوو شهرة عالمية. وخلال السنوات الأخيرة، كانت فرنسا ضيف شرف المهرجان خلال العام 2010 ثم اسبانيا العام 2011 وروسيا العام 2012 والنرويج العام 2013 والنمسا والمانيا وسويرا العام 2014