على مدى أكثر من أربعين يوما حضر المغرب بأوجهه الثقافية والفنية المتنوعة ضيف شرف على مهرجان الأولمب اليوناني العريق المنظم سنويا في مدينة ديون الأثرية التي تعود للعام 220 قبل الميلاد. ولأول مرة يشارك المغرب بقوة وكثافة في مهرجان ثقافي وفني من هذا الحجم في منطقة البلقان، بمبادرة من وزارة الثقافة والسفارة المغربية في أثينا، ما شكل مناسبة للتفاعل الثقافي والفني والتعريف بالمؤهلات الثقافية والسياحية للمغرب سواء من حيث اللقاءات الفكرية أو العروض السينمائية والفنية والموسيقية أو معارض الطوابع والصناعة التقليدية والفنون اليدوية. وقد شكلت المشاركة المغربية فرصة هامة للتعريف بالحضارة والمميزات الثقافية للمملكة، إذ تم بشكل يومي تقريبا منذ بدء المهرجان في منتصف يوليوز الماضي تنظيم عدد من الأنشطة الفنية والثقافية. واختتم المهرجان بحفل عشاء أقامه سفير المغرب بأثينا عبد القادر الأنصاري حضرته على الخصوص صوفيا مافريدو نائبة رئيس الجهة ونواب برلمانيون ومدير مهرجان أولمبيا السيد غريغوريس باباكريستوس والعديد من الشخصيات بهذه الجهة الواقعة في شمال اليونان والتي تعد قطبا فلاحيا وسياحيا مهما في منطقة البلقان. وشكل هذا الحفل فرصة لتناول أطباق من المطبخ المغربي الأصيل على إيقاعات الموسيقى الأندلسية لقيت استحسانا واسعا. هذا وقد ثمن العديد من المسؤولين بجهة بيريا المشاركة المغربية المتميزة في دورة هذه السنة من المهرجان والتي مكنت الجمهور الواسع من الاطلاع على تاريخ وثقافة بلد افريقي عريق. وقالت صوفيا مافريدو لاول مرة تحتضن منطقة بيريا على مدى اسابيع أنشطة ثقافية وفنية متنوعة لبلد نتقاسم معه الفضاء الجغرافي المتوسطي وعددا من المميزات الثقافية والفنية العريقة، معربة عن أملها في أن تشكل هذه المناسبة فرصة لتعاون أمثل في المستقبل يشمل عددا من الميادين. وأضافت إننا نطمح لتعزيز تعاوننا في مجالات أوسع تمتد الى القطاع الزراعي والسياحة والتعليم الجامعي علاوة على التبادلات الثقافية والفنية. ومن جهته أشاد السيد عبد القادر الأنصاري باختيار منظمي المهرجان للمغرب ليكون ضيف شرف هذه السنة وبالأصداء الجيدة التي لقيتها المشاركة المغربية وللتفاعل الايجابي الذي حققته سواء من حيث الأفلام المعروضة والعروض الفنية والموسيقية او معرض الصناعة التقليدية والفنون الحرفية المغربية ومعرض الصور والطوابع علاوة على معرض الخط العربي . وأكد أهمية الثقافة في توثيق وتحقيق التقارب بين المغرب واليونان البلدان المتوسطيان اللذين يجمعهما تاريخ مشترك وعلاقات تعاون ثقافي وفني تقليديا متينة، كما أعرب عن أمله في أن يتم تعزيز وتطوير المبادلات الثقافية بشكل أكبر بين البلدين. هذا وضمن فعاليات هذا المهرجان نشط الجامعي عبد الواحد بناصر لقاء فكريا حول موضوع "المغرب واليونان علاقات تاريخية عريقة" تناول خلاله التفاعلات التاريخية بين المغرب واليونان خلال العصور القديمة منذ نحو القرن ال 12 قبل الميلاد. كما أقيم معرض للطوابع البريدية وعرض مفتوح لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية والفنون الحرفية والذين لقيا اهتماما كبيرا. وعرضت أربعة أفلام مغربية في مسرح الهواء الطلق بمدينة كاتيريني المركز الحضري الذي يبعد عن مدينة ديون الاثرية بنحو 10 كيلمترات هي "في انتظار بازوليني" لداوود أولاد السيد ، و"وداعا كارمن" للمخرج محمد أمين بنعمراوي "الأندلس مونامور" لمحمد نظيف و "ماجد" "لنسيم عباسي. وتم أيضا عرض شريط وثائقي حول المغرب والمناطق السياحية التي يزخر بها. ومن جهة أخرى أقيمت ورشة للخط العربي على مدى ثلاثة أيام نشطها الخطاط فيصل نصيري، قبل أن يختتم المهرجان فعالياته بعرضين فنيين لفرقتي عبيدات الرمى وزايدة بنسليمان برئاسة المعلم الشرقي وكناوة برئاسة المعلم ماجيد بيقاس احتضنهما المسرح الاثري لمدينة ديون. ويعود بناء مسرح ديون الاثري الى ما بين 221 و179 سنة قبل الميلاد ويوجد داخل المدينة الاثرية لديون وقد عرفت الأنشطة الثقافية والفنية المغربية المنظمة في إطار هذا المهرجان حضور عدد كبير من المواطنين اليونانيين والسياح الأجانب خصوصا من منطقة البلقان الذين يقبلون بكثافة على المنطقة خلال فصل الصيف. وأبدى غالبية الحاضرين اهتماما كبيرا بالثقافة والفنون المغربية وعبروا عن شغفهم بزيارة المملكة والاطلاع عن قرب على ثقافتها. ومهرجان الاولمب مهرجان سنوي للموسيقى والمسرح والفنون والثقافة ينظم في المسرح الاثري لمدينة ديون في إقليممقدونيا شمال البلاد بدعم من وزارة الثقافة وبلدية ديون والسلطات المحلية لإقليم بييرا. وينظم سنويا منذ العام 1972 ويعد واحدا من أبرز المهرجانات الثقافية والفنية السنوية في إقليممقدونيا شمال اليونان ولديه إشعاع كبير في مختلف منطقة البلقان بالنظر للأهمية التي يكتسيها بالنسبة للسياح المتوافدين على مدينة ديون خلال فترة المهرجان من بلدان الإقليم. ويشارك فيه سنويا عدد من الشخصيات الفنية اليونانية والأجنبية من بينهم فنانون ذوو شهرة عالمية . وخلال السنوات الاخيرة كانت فرنسا ضيف شرف المهرجان العام 2010 ثم اسبانيا العام 2011 وروسيا العام 2012 والنرويج العام 2013 والنمسا والمانيا وسويرا العام 2014.