أكد الباحثان عبد القادر بكور الباحث في مجال التاريخ ورئيس جمعية جبل العلم، وسعيدة اجزناي رئيسة مركز الدراسات والبحث التاريخي لجهة طنجة- تطوان أن عيد العرش المجيد احتفاء بالتحول التنموي الذي حققه المغرب خلال ال16 سنة الأخيرة ولحظة تاريخية ورمزية يلتحم فيها الماضي الزاخر بالمعاني والحاضر المشرق والمستقبل الواعد. وقال عبد القادر بكور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عيد العرش يعد أيضا محطة ذات دلالات إنسانية واجتماعية وسياسية ودينية عميقة يعبر من خلالها الشعب المغربي قاطبة عن تجديد تثبته الدائم والمتين بمقدسات البلاد وتعلقه اللامشروط بأهداب العرش العلوي الضامن للأمن والاستقرار ووحدة المملكة الترابية والحريص على توفير كل أسباب التنمية التي يعد الانسان المغربي صلب ومحور اهتمامها . واعتبر الباحث ان عيد العرش هو أيضا حدث وطني متجدد ومتجذر وثابت في وجدان الشعب المغربي ونموذج تاريخي للملاحم البطولية والنضالية التي قادها العرش والشعب معا ببسالة وتفاني من أجل صون كرامة البلاد وحرمتها وسيادتها، مبرزا أن عيد العرش يعد خير مناسبة لاستحضار المنجزات الكبرى والإصلاحات الرائدة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين. وأضاف أن هذه الأوراش والإصلاحات ترمي الى تحقيق التنمية وتطوير الآليات الديمقراطية وإشراك المواطنين في تدبير الشأن العام، وهي التي جعلت المغرب من بين الدول التي تحقق تحولا عميقا ومضطردا قد يكون استثناءا إقليميا وقاريا. ويشكل عيد العرش أيضا ، بحسب ذات المصدر، وقفة تأمل في مرامي الإصلاحات ووتيرتها ، التي يسير بها جلالته بخطى ثابتة نحو التجويد والارتقاء ومضاعفة مردود مجالات اقتصادية واجتماعية واعدة تعكس الوجه المشرق للمغرب الذي يؤمن بقدراته ويثمن رأسماله بالشكل المطلوب والمجدي . وابرز الباحث أن أهم عبرة يمكن استخلاصها من هذه الذكرى الوطنية العزيزة على قلوب المغاربة هو "الالتحام الرباني" بين العرش والشعب، الذي لا تزيده الأيام إلا متانة ، ويرسخ لمسيرة البناء والنماء بقيادة باعث النهضة الحديثة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جانبها، أبرزت الباحثة سعيدة اجزناي أن عيد العرش بحمولته الرمزية ودلالاته التاريخية والوطنية هو احتفاء بما تحقق من انجازات ومشاريع بنيوية وأوراش غيرت معالم مختلف ربوع المملكة ووفرت لها السبل لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة تليق بالتحولات التي يعرفها المغرب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتشريعي ، كما تعكس مناخ الأمن والسلام والاستقرار، الذي ينعم بهم المغرب والوفاق والوئام والتلاحم والإخلاص، الذي يجمع بين الشعب والأسرة العلوية الشريفة. وبعد التذكير بان عيد العرش ، تاريخيا ، كان بحمولته الرمزية العميقة بمثابة تحدي لواقع الاستعمار والتأكيد على تشبث المغاربة بالعرش العلوي المجيد، أضافت سعيدة اجزناي أن الاحتفاء بعيد العرش في عهد جلالة الملك محمد السادس أصبح احتفاء تعبيريا عميقا بالحكم الرشيد لجلالته وبأواصر المحبة والتقدير التي يكنها الشعب المغربي لحفيد أب الحركة الوطنية ونجل باني المغرب الحديث لما يسديه للمغرب من خدمات جليلة أعطت ثمارها في ظرف قياسي يؤكده ما تنعم به المملكة من رخاء وازدهار وتنمية وتطور في كل المجالات . واعتبرت أن عيد العرش في المملكة، والذي سيخلد الشعب المغربي هذه السنة ذكراه ال 16، هو لحظة تأمل في المسار النهضوي الذي يطبع التنمية في المغرب بكل تجلياتها على درب حلقات متواصلة من الملاحم، التي ينجزها المغرب من سنة لأخرى جعلت منه "أمة التحدي" ونبراسا إقليميا وقاريا يجب أن يقتدى به لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب التواقة إلى صون كرامتها والدود عن وحدتها الوطنية و تحقيق الاستقرار والأمن والأمان والعدالة الاجتماعية . كما اعتبرت الباحثة سعيدة اجزناي أن لحظة الاحتفال والاحتفاء بعيد العرش هي أيضا مناسبة للتطلع إلى المستقبل بعين التفاؤل والأمل وبنظرة مشرقة لمواصلة مسيرة التنمية التي أبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس باعتدال وبعد نظر وتبصر وحكمة قل نظيرها.