يصيب 19 مليون طفل عبر العالم ويتسبب في أكثر من ٪35من الوفيات قبل سن الخامسة سوء التغذية من المشاكل الصحية عالية الخطورة التي تعاني منها المجتمعات الفقيرة، وبخاصة فئة الأطفال فيها، وبالذات مَنْ هم دون سن الخامسة من العمر، إذ يكونون أكثر الفئات عرضة للإصابة بسوء التغذية، إضافة إلى الأمراض الأخرى المعدية والمستوطنة. ضعف مناعة الطفل يتسبب التأثير النفسي - في حالة انفصال الطفل عن أمه (الفطام)، وفقدان الشهية، لاسيما في حال حدوث حمل جديد- في ضعف مناعة الطفل، وفي جعله أكثر قابلية للإصابات المتكررة بالأمراض المعدية وغير المعدية التي تُقلِّل من شهيته للطعام، ومن هذه الأمراض: الإسهالات، تقرحات الفم، التهاب الجهاز التنفسي، الإقياء، تسوس الأسنان. ففي حالة الإسهالات - مثلاً - تقل قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الأساسية اللازمة للحصول على الطاقة، وتنخفض مساهمتها في رفع المناعة للتغلُّب على المرض، وبالتالي يستهلك الجسم قدرا كبيرا من الطاقة، أكثر من الكمية المصنعة، وهنا يبدأ الجسم بتكسير الخلايا، لتغطية العجز، وهذا بدوره يتسبب في حدوث سوء التغذية. أرقام مقلقة يصيب سوء التغذية الحاد الوخيم ما يقدر بنحو 19 مليون طفل دون سن الخامسة على الصعيد العالمي، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يؤدي سنويا إلى وفاة 400.000 طفل تقريبا، بما يعني 35% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة. كما أن إحصائيات المنظمة تفيد أن متوسط معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة جراء سوء التغذية قد يصل إلى 50% في بعض المناطق. وكما تؤكد تقارير المنظمة، فإن على الرغم من وقوف سوء التغذية وراء هذا العدد الكبير من وفيات الأطفال إلا أنه لا يتم إدراجه، إلا نادرا، في قائمة الأسباب المباشرة لتلك الوفيات. ولا يمثل نقص فرص الحصول على الأغذية، بالنسبة لكثير من الأطفال، السبب الوحيد لسوء التغذية. والمعروف أن تدني الممارسات التغذوية والتعرض لأنواع العدوى، أو كلاهما، من الأمور التي تسهم في سوء التغذية. ذلك أن أنواع العدوى- لاسيما حالات الإسهال المتكررة أو المستديمة والالتهاب الرئوي والحصبة والملاريا- تتسبب في إضعاف الحالة التغذوية. كما أن تدني الممارسات التغذوية، مثل توفير رضاعة طبيعية ناقصة أو إعطاء الأغذية غير الملائمة وعدم ضمان تزويد الطفل بالأغذية الكافية، من الأمور التي تسهم في سوء التغذية أيضاً. التشخيص يعرف سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال دون 5 سنوات من العمر بأنه انخفاض كبير في نسبة الوزن إلى الطول، أو وجود العلامات السريرية للوذمة المنطبعة في كلا الجانبين. ويشير التدني الشديد في محيط العضد أيضاً إلى سوء التغذية الحاد الوخيم في الأطفال البالغين ما بين 6 أشهر و59 شهرا من العمر. وبالمثل، يعرف الهزال المتوسط والتقزم المتوسط بأنهما الحالة التي تكون فيها الدرجة المعيارية للوزن مقابل الطول والوزن مقابل السن، على التوالي، بين -3 و-2. يتم التعرف على حالات سوء التغذية عبر أخذ القياسات الأنثروبوميترية (الوزن، الطول، قياس منتصف محيط الذراع) التي يقوم بها العامل الصحي في المرافق الصحية. إصابة الأطفال بسوء التغذية ترتبط بجملة أسباب ناجمة عن عوامل اجتماعية، وصحية، واقتصادية.. ومن هذه الأسباب: عدم حصولهم على الغذاء كما ونوعا.- الإصابات المتكررة بالأمراض المعدية- الجهل بأساليب التغذية- إهمال رعاية الأم الحامل- الرضاعة الصناعية- عدم تحصينهم ضد الأمراض القاتلة- إغفال الاهتمام بالتغذية التكميلية، والتي من المفترض أن تبدأ في الشهر السابع من أعمارهم. إجراءات وقائية وعلاجية تبدأ الإجراءات الوقائية بالتثقيف الصحي للأم والأب بالتغذية المتوازنة، وبحسب إمكانات الأسرة ، كما يجب التركيز أيضا على رعاية الأم الحامل والمرضع. وفي كل الأحوال، لا بد من النظافة الشخصية الدائمة، والغذاء الآمن وسلامته من الأضرار . الطفيليات عامل مهم للإصابة بسوء التغدية عند الطفل، ولذلك يجب الحرص على الوقاية منها وكذا معالجتها. التطعيمات أو اللقاحات والرضاعة الطبيعية مهمة أيضا، ويجب أن تشكل هذه الاخيرة غذاء وحيدا للطفل خلال الأشهر ال 6 الأولى من عمره، بدون أي إضافات حتى الماء، لأن لبن الأم يحتوي على الماء وغيره من الاحتياجات الجسدية التي يتطلبها جسمه في هذه السن، مع البدء بالتغذية التكميلية من نهاية الشهر السادس. ويكمن دور المحيطين بالطفل في البحث النشط عن الحالات التي تعاني من سوء التغذية، سواء من قبل الأسر أو من قبل مقدمي الخدمات الصحية. كما تتم التوعية الصحية للأمهات من قبل متطوعي الصحة، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير العلاجية اللازمة، وإحالة الحالات المرضية إلى المرافق الصحية، ورصد عدد المواليد والوفيات والحوامل في القرى البعيدة عن خدمات المرافق.