جرت، بعد ظهر الأحد، مراسيم تشييع جثمان وزير الاتصال الأسبق الراحل محمد العربي المساري الذي وافته المنية، مساء السبت بالرباط، عن عمر يناهز 79 عاما. وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي مهيب، حضره مستشار جلالة الملك أندري أزولاي وعدد من أعضاء الحكومة، وبعض زعماء الأحزاب السياسية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وحشد كبير من أصدقاء ومجايلي الراحل إلى جانب أفراد أسرته وذويه وعدد من الكتاب والأدباء والصحافيين من منابر إعلامية وطنية وأجنبية. وأعرب وزراء ومسؤولون وإعلاميون لوكالة المغرب العربي للأنباء عن بالغ التأثر والأسى لفقدان وزير الاتصال الأسبق الراحل محمد العربي المساري. وهكذا، اعتبر أندري أزولاي، في تصريح للصحافة، أن محمد العربي المساري، مثقف بارز ومفكر شامل أثرى الرصيد الأكاديمي المغربي بأعمال لافتة، وشكل بنبله وصدقه ومهنيته وحبه ووفائه لوطنه مثالا مهنيا لجيل من الإعلاميين. ومن جهته، أشار وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إلى أن الراحل شكل مدرسة المهنية الصادقة، التي نهل من معينها أجيال من الصحافيين المغاربة، واستطاع أن يزاوج بين العمل الصحفي المهني الملتزم بقضايا الوطن، وبين مهمة السياسي المسؤول الواعي بتحديات المجتمع والدولة، إلى جانب اهتماماته الأكاديمية وإسهاماته القيمة في إعداد قوانين النشر والصحافة وأخلاقيات مهنة الصحافة. وبدوره، أكد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، أن الفقيد، ظل لأزيد من نصف قرن أحد المفكرين والكتاب المغاربة الأكثر إنتاجا وعطاء، حيث لم يتوقف عن العمل الصحفي الذي كان ملاذه الأول، بل تعداه إلى مجال البحث الأكاديمي، دون أن ينال ذلك من نجاحه في المسؤوليات التي تقلدها، السياسية منها والنقابية والحكومية والدبلوماسية.