من أجل ترسيخ قيم الجمال و خلق تنشيط ثقافي و فني بالجهة الشمالية تواصل النسخة الأولى من موسم تمودا بي فعالياتها ببرنامج غني ومتنوع، حيث تميزت الأيام الماضية، بالعديد من الانشطة الفنية والثقافية الراقية، تراوحت ما بين سهرات فنية، وعروض مسرحية، ندوات فكرية، توقيعات كتب، إضافة الى عروض من الفن التشكيلي وورشات، و يجدر في هذا الصدد التذكير أن موسم تمودا بي، الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة طنجة / تطوان، قد انطلق يوم الأربعاء الماضي بمسرح لالة عائشة بالمضيق و المركز الثقافي بالفنيدق تحت شعار " للثقافة ألوان". وحسب يرنامج الدورة، فان يومه السبت سيشمل العديد من الانشطة أهمها: تكريم الفنان عبد المجيد الهواس، وهو فنان مغربي من مواليد سنة 1964 بمدينة تازة. تابع تعليمه بجامعة محمد الأول بوجدة، ثم التحق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط, حيث حصل على دبلوم التحرج سنة 1990. يشتغل أستاذا للسينوغرافيا بنفس المعهد. توقيع كتاب "الدراماتورجيا الجديدة" وهو كتاب جماعي أشرف عليه الدكتور خالد أمين، وخالد كريمي، كمجهود إضافي ومحاولة لمواصلة النقاش المتعلق بفنون الفرجة أو مفهوم "الدراماتورجيا البديلة"، الذي أطلقه المركز منذ أكثر من عقد من الزمن. ويدل هذا الاصطلاح على كل أنواع العروض الفرجوية الجديدة التي لا تنطلق من بنية مسرحية نصية/أدبية محضة، وتتطور من حيث هي عروض وأشكال فرجوية، لفظية وغير لفظية، تختلط بالأدوات الوسائطية، والكوريغرافيا، والرقص، والارتجال... توقيع كتاب الساروت للكاتب المغرب الحسين الشعبي، الذي يحوي بين ذفتيه عملا مسرحيا تجري وقائعه داخل غرفة ما، في مستشفى ما، حيث يتكلف طبيب نفساني بمعالجة شخصية لمواطن اسمه «الساروت» معالجة استثنائية، يلتجئ خلالها إلى تقنية الاستنطاق لجلب إقرارات مفترضة، وهذا العمل المسرحي في معناه انتصار لقيمة حقوق الإنسان في بعدها الكوني في نطاق حكاية تختزل مأساة «الساروت». عرض مسرحية "ترينكا" لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي، الذي يدخل ضمن نطاق الأعمال المسرحية المندرجة في إطار مشروع وزارة الثقافة لتوطين الفرق المسرحية، وهو من إخراج أمين غوادة ونص سعيد أبرنوص وسينوغرافيا جمعت بين عبد المجيد الهواس ونور الدين غانجو وعبد المجيد أمجال. المسرحية عبارة عن معالجة مجموعة من الظواهر الاجتماعية وتكسيرا لبعض الطابوهات بطريقة هزلية ودرامية ممتعة. كما سيتميز يوم الأحد بعرض جمعية تمودا للفنون المسرحية، لعملها الجديد "نهاية العالم" على أن يتم تكريم فرقة مسرح الكاف، التي ستمتع جمهور الحاضرين بعرضها الجديد "حدو وقدو" للكاتب المسرحي سعد الله عبد المجيد و إخراج عبد الإله عاجل، وتشخيص كل من نجوم زهرة، الشرقي سروتي، جواد السايح، أحمد الشركي وعبد الإله عاجل. سينوغرافيا سعيد شراكة. وتجيب مسرحية "حدو قدو" عن سؤال حول الأسباب التي دفعت "حدو" إلى إلغاء عرس ابنته وفسخ علاقته مع جاره " قدو"؟ ولماذا نبثت شجرة الكراهية في صدر حدو رغم أن حب ابنته اتجاه " قدو" طرق باب قلبها، سيما وأن العريس لا يضمر أي مشاعر الطمع والجشع لنسيبه ؟ يغرق " قدو" في بحر من التساؤلات وتدفعه نيته إلى ربط صلات الصلح مع "حدو" فيصاب بالخيبة والحيرة والدهشة عندما يفهم استحالة المسألة. ختام جميل ارتأته الدورة الأولى من موسم تمودا بي للفنون، يتماهى مع عنوانها " للثقافة ألوان" باعتبار العرض المسرحي أب لكل الألوان الفنية جميعها. وإذا كانت السهرة الفنية الجميلة التي احيتها المجموعة الموسيقية "كلمة" بمشاركة الفنان المتالق فيصل عزيزي، قد اعطت انطلاقة فعاليات الدورة، فان باقي فقرات البرنامج لم تقل نظارة عنها، إذ تضمنت إقامة معرض للفن التشكيلي بالمركز الثقافي الفنيدق. وتوقيع العديد من الكتب أهمها "طنجيتانوس" للكاتب الزبير بن بوشتى، وكتاب "امرأة تعرف إعداد القهوة" وهو نص مسرحي للكاتب أحمد السبياع، وكتاب "المسرح في السجن" للدكتور رشيد أمحجور. أما بالنسبة الى العروض المسرحية فقد كان عشاق فنون الركح مع عروض مسرحية من بينها مسرحية "359 درجة" لفرقة برطاج المسرحية، تأليف وإخراج المبدع الشاب يونس الدغمومي. كما قدمت فرقة "داها واسا" من مدينة الدارالبيضاء مسرحيتها "البورطري" للمخرج احمد حمود، ومسرحية "نايضة" لفرقة "تراس للفنون"، المسرحية من تأليف عبدو جلال و إخراج أمين ناسور، ومن تشخيص" وسيلة صابحي، و فريد الركراكي، ولبنى فسكي، وزهير بنجدي. وتميزيوم أمس الجمعة بحفل تكريم للممثل الفنان عبد العاطي المباركي. يختتم موسم تمودا بي للفنون بالمضيق و الفنيدق، فعاليات دورته الأولى، التظاهرة التي تعد الاولى من نوعها أيضا بعمالة المضيقالفنيدق كمحاولة جدية تروم ترسيخ قيم الجمال و خلق تنشيط ثقافي و فني بساحل تمودا بي .