في توقعات الفاو بحلول عام 2024 توقع تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة(فاو) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تراجع أسعار الغذاء العالمية وزيادة استقراره مع استقرار أسعار السلع الزراعية الأساسية خلال العشر سنوات المقلة. وأكد التقرير، تم تعميمه الأسبوع الماضي، على أن تراجع أسعار النفط من شأنه أن يساهم في خفض أسعار المواد الغذائية ، من خلال دفع تكاليف الطاقة والأسمدة باتجاه الهبوط ، و تقليص حوافز إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الأول ، المستمدة من المحاصيل الغذائية. و أشار تقرير التوقعات الزراعية 2015-2024 المشترك بين منظمة التعاون الاقتصادي ومنظمة «فاو» أن حجم التجارة الزراعية سيزداد ببطء يفوق ما كانت عليه في العقد الماضي ، في حين ستظل حصتها من الإنتاج والاستهلاك العالمي مستقرة ، وتشير توقعات المنظمتين إلى تركز أعلى لصادرات السلع الزراعية بين عدد قليل من البلدان، مقابل مزيد من تشتت الواردات بين عدد من البلدان الأخرى، يفوق أي وقت مضى ، وهي اتجاهات يقول التقرير «تفرض على الجميع ضمان سلاسة الأسواق الدولية». و أشاد التقرير بالدور المتنامي لمجموعة من البلدان الصغيرة نسبيًا التي تزود الأسواق العالمية بالسلع الأساسية يمكن أن يرفع من مخاطر السوق والمخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية أو أن يرفع من تطبيق التدابير التجارية الهدامة. و تتوقع المنظمتان حدوث تغييرات كبيرة في الطلب لدى البلدان النامية ؛ نظرا إلى مجموعة من العوامل كالنمو السكاني ، وارتفاع دخل الفرد ، والتوسع العمراني ، وزيادة الطلب على الغذاء، وتوقعت انخفاض أسعار القمح بنسبة واحد في المائة سنويا خلال السنوات العشر المقبلة لتظل منخفضة نحو 13 في المائة عن متوسط العقد السابق، مقابل زيادة ارتفاع أسعار اللحوم و منتجات الألبان حيث يتنبأ تقرير المنظمتين أن ارتفاع الدخل لدى البلدان النامية سيدفع بالمستهلكين إلى الاستمرار في تنويع حميتهم الغذائية وبالتالي، يضيف التقرير، أنه من الممكن أن ترتفع قيمة بعض المنتوجات بشكل قياسي على حساب منتوجات أخرى . وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي،أنخيل غوريّا خلال تقديمه لهذا التقرير بالعاصمة الفرنسية باريس إن «آفاق الزراعة العالمية تظهر أكثر هدوءً مما كان عليه في السنوات الأخيرة ، ولكن ليس هناك مجال للتهاون ، إذ لا يمكننا أن نستبعد خطر ارتفاع الأسعار مجددًا في السنوات المقبلة». وأضاف الأمين العام لمنظمة التعاون أنه يتعين على الحكومات أن تغتنم الظروف الحالية للتركيز على وضع سياسات من شأنها أن تقود إلى الرفع من الإنتاجية ، وتعزيز الابتكار، و تحسين إدارة المخاطر ، و ضمان إرساء نظم زراعية قوية تعود بالنفع على المستهلكين والمزارعين على السواء . و من جهته كذلك، عبر جوزيه غرازيانو سيلفا الأمين العام لمنظمة «فاو» عن آمله في أن تواصل البلدان النامية تحسين متحصلات السعرات الحرارية في صفوف سكانها مشيرا إلى أن البلدان الأقل نموا «لا تزال إلى حد كبير متخلفة عن ركب الاقتصاديات المتقدمة»، مما يدعو إلى القلق لأن ذلك يعني، في نظره، أن «الجوع في تلك البلدان لا يزال قائما». وأضف المسؤول الأممي، أن سوء التغذية تبقى قضية قائمة، يتعين على البلدان النامية، الآن، مواجهتها إلى جانب مواجهة مشكلات البدانة والسمنة وما يرتبط بهما من أمراض مزمنة ذات صلة بالنظام الغذائي . في السياق ذاته، أكد التقرير أنه من الضروري أن يفضي تراكم مخزونات وافرة من الحبوب على مدى العامين الماضيين، مع انخفاض أسعار النفط، إلى مزيد من التراجع في أسعار الحبوب على المدى القريب، لكن، يضيف التقرير، أن من شأن الارتفاع المتواصل لتكاليف الإنتاج والطلب الاستهلاكي الحثيث أن يعززان الأسعار مرة أخرى على المدى المتوسط . وبحسب تقريرالتوقعات الزراعية، احتمال ارتفاع إنتاج الأسماك بنسبة 20 في المائة مع حلول عام 2024، وأن تفوق تربية الأحياء المائية إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في كل أنحاء العالم بحلول سنة 2023.