فاعلون تربويون يدعون إلى التعامل بجدية مع الملاحظات والاقتراحات التي يسطرونها أوصى أساتذة وأستاذات المستويات الابتدائية الأربع الأولى، بضرورة الاعتماد الفعلي والتعامل الجدّي مع الملاحظات والاقتراحات التي ما فتئوا يسطرونها قبل وأثناء اللقاءات التشاورية التي أطلقتها الوزارة من أجل إصلاح المدرسة المغربية، وعدم التعامل مع توصياتهم كالتقارير العديدة التي تُعدّها الأسرة التعليمية بشكل سنوي دون أن يكون لها أثر في الحياة المدرسية. وأكد هؤلاء في لقاء تأطيري جمعهم بهيئة التفتيش والمراقبة التربوية، على ضرورة تدقيق القيم المستهدفة في المنهاج الخاص بالتنشئة الاجتماعية والدينية وتدقيق أدوارا لإشراك والمصاحبة بدل المشاركة والتكوين المسبق . واقترحوا تبادل الزيارات بين المؤسسات قيد التجريب وتكوين شبكات التعاون وتدقيق المفاهيم في المشروع وتشخيصها ونسج علاقات مهيكلة لخطة التجريب، إضافة إلى توفير الموارد المالية والوسائل اللوجستيكية والمكونين و المصاحبة الميدانية. ودعوا إلى الاهتمام أكثر بالمسرح المدرسي والموسيقى والفنون التشكيلية وخلق فضاءات خاصة بها خارجة عن الفصل المعهود، على اعتبار المشروع قد أغفلها جملة وتفصيلا. واعتبر الأساتذة أن استثناء المستوى الخامس والسادس ابتدائي من هذا الإصلاح عيب في الشكل وسيطرح عدة مشاكل، مشددين في هذا السياق على مشروع المؤسسة كإطار لتصريف المنهاج حسب الخصوصيات المحلية وتقديم الدعم والمصاحبة اللازمين، واستحضار مشاكل الأقسام المشتركة، وإلحاحية التعليم الأولي خصوصا بالعالم القروي، واعتماد أسبوعين للدعم التربوي، زيادة على استثمار وتوفير الموارد الرقمية التفاعلية لتعلم اللغات والتربية على قيم الحرية والتسامح، وإعطاء خصوصية أكثر للمستوى الأول، والمطالبة بالتخصص في المواد. وعبر الفاعلون التربويون عن قلقهم من التسرع – من جانب واحد – في تنزيل الوثيقة، خاصة وأنها سترهن مستقبل التعليم لسنوات قادمة، وعبروا عن امتعاضهم من عدم نشر أرضية اللقاء عبر جميع المؤسسات التعليمية بفترة زمنية معقولة قبل إجرائه-باستثناء ما تم تجميعه بخصوص المشروع عبر مواقع التواصل الاجتماعي- حتى يتسنى للجميع الاطلاع المسبق على خلفية اللقاء والتحضير الفعال له، وخاصة أن برمجته الزمنية تأتي في آخر لحظات السنة الدراسية وما تختزله من محطات التحضير للامتحانات الإشهادية و إجراءات نهاية السنة . وأشار الأستاذ فلاوي مؤطر اللقاء الذي حضره أزيد من ستين أستاذا وأستاذة أن هذه اللقاءات تأتي في إطار مناقشة مشروع "المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي"، الذي تعمل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على إنجاحه، استجابةً لطلب مجتمعي متزايد بتعديل البرامج، وتدقيق وتحيين مواصفات وكفايات الممدرَسين في نهاية كل مرحلة، وإعداد صيغ مبسّطة للكفايات المستهدف تنميتها من خلال المواد الدراسية في نهاية كل موسم دراسي، مبرزا في هذا الصدد، أن المنظومة التربوية سعت إلى تخفيف البرامج الدراسية وتعزيز الانسجام والتكامل بين مكوناتها، وستعمل على الانتقال من منطق المادة الدراسية إلى منطق المنهاج الدراسي، من خلال تنظيم مضامين المواد في ثلاثة مجالات وأقطاب معرفية، تتمثل في مجال اللغات، ومجال الرياضيات والعلوم، ومجال التنشئة الاجتماعية والتفتح. وأشار فلاوي إلى أن المكونات الدراسية لمجال اللغات تهمّ اللغة العربية والأمازيغية والفرنسية، وتهدف إلى تمكين المتعلم من قدرات ومهارات ومعارف وقيم ومواقف متصلة بتوظيف اللغة اللفظية وغير اللفظية، من خلال التحكم في قدرات الاستماع والتواصل الشفهي والكتابي والقراءة، فيما يهدف مجال الرياضيات والعلوم إلى تعزيز القدرات العقلية والمهارات المنهجية للمتعلم، وتحفيزه على المبادرة وحل المشكلات والبحث والتقصي والتفاعل الإيجابي مع المحيط. وأشار ذات المتحدث إلى أن مجال التنشئة الاجتماعية والتفتح سيضمّ أربعة مكوّنات تتمثل في التربية الإسلامية والاجتماعيات والتربية الفنية والتربية البدية، مؤكّدا أن حصص التدريس والغلاف الزمني، وكذا التنظيم والتخطيط الأسبوعي للتعلمات، ستعرف عدة تعديلات ابتداء من الموسم الدراسي المقبل الذي يشمل 10 بالمائة من مؤسسات التجريب، وأن الهدف اليوم هو استخلاص أهم الاقتراحات والملاحظات من خلال هذا اللقاء التأطيري وباقي اللقاءات التي ستعرفها كل المؤسسات التعليمية والتي سيتم رفعها إلى الجهات الوصية.