مهرجان مراكش للضحك ...جمال الدبوز وثلة من نجوم الكوميديا يتألقون على عادته تألق نجم الكوميديا جمال الدبوز، الوفي لأدائه الكوميدي المتميز، خلال العرض الرئيسي لمهرجان مراكش للضحك في دورته الخامسة والذي أقيم مساء السبت بالموقع التاريخي قصر البديع بالمدينة الحمراء، في إدارة ثلة من نجوم الكوميديا توالوا على صعود المنصة حيث أمتعوا الجمهور بأدائهم المتميز وجعلوا الحاضرين ينخرطون في موجات من الضحك. وأدار الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز باقتدار وحنكة تنم عن علو كعبه في مجال الكوميديا، هذا العرض الذي دأب المشرفون على المهرجان، الذي ذاع صيته وأضحى ضمن أكبر التظاهرات العالمية في فن الكوميديا، على تنظيمه منذ الدورة الأولى. ومع ظهوره للوهلة الأولى على الخشبة شرع جمال الدبوز مباشرة في تقديم عروضه الساخرة مع حرصه على جعل الجمهور الحاضر يندمج بتلقائية وعفوية في هذه العروض ويصبح طرفا أساسيا فيها. المنظمون والمحتضنون وشخصيات بارزة وباقي الجمهور الذي حج لمتابعة هذا الحفل وحتى ساكني أسوار الموقع التاريخي (قصر البديع)، استمتعوا بعروض فكاهية ساخرة سمتها الأبرز الارتجال بحضور كوميديين كانوا ضمن مفاجآت الحفل. وعرف الحفل مشاركة نجوم كبار بصموا على حضور قوي على امتداد دورات المهرجان، من قبيل إيلي سيمون، ونوال مدني، وميشال يون، وأنطوني كافاناه، ورضوان، وألبان إيفانوف، وكارولين فينو، وثلة من الكوميديين الآخرين الذين لم يتركوا للجمهور لحظة لاسترجاع أنفاسهم من الضحك. بين كل عرض هزلي، يتبادل الدبوز أطراف الحديث بلغة فرنسية ركيكة، مع مكلف بالرد على المكالمات الهاتفية الواردة على"الرقم الأخضر" للمهرجان يتسم بالبيروقراطية والذي تقمص دوره الكوميدي الشهير كاد المالح ليجسدا من خلال هذا الحوار الثنائي صدام الثقافات. وقائع الحياة اليومية المريرة والعنصرية والجاليات الأجنبية في بلد الاستقبال والتطرف، والمواضيع الكبرى ذات الراهنية، ووضعية النساء، كلها مواضيع تمت معالجتها خلال هذا العرض الرئيسي في قالب هزلي ممتع. وعلى مدى أسبوع قدم أزيد من 20 عرضا فرديا وجماعيا مما أضفى على مدينة مراكش أجواء من المرح والفرجة والمتعة الكوميدية الهادفة، جعلت من مهرجان مراكش للضحك، موعدا سنويا لا محيذ عنه في مجال الكوميديا. وتميزت فعاليات دورة هذه السنة، أيضا، بحضور وازن للكوميديين المغاربة، حيث أحيى كل من إيكو وأصدقاؤه (حمزة فيلالي، هيثم مفتاح، نبيل دكالي، وياسر ونوال مدني) حفلا متميزا بقصر البديع خلال العرض الرئيسي باللغة العربية بمشاركة جمال الدبوز. وعلى غرار الدورات السابقة، تضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم مسابقة خاصة بالمواهب الكوميدية الشابة، حيث تبارى في مرحلة أولى ست مواهب مغربية شابة عبر مختلف أرجاء المملكة من أجل الظفر بجائزة الكوميدي المغربي الشاب لهذه السنة ليتمكن بذلك من ضمان المشاركة في النسخة المقبلة لتقديم عرض فردي على المنصة الدولية إلى جانب ثلة من الفكاهيين. وتميز جديد هذه الدورة في وضع منصة خاصة بالمواهب الإفريقية الشابة لتمكين جمهور عريض من اكتشاف هذه المواهب وإتاحة الفرصة لهؤلاء الكوميديين من أن يطلوا على العالم ويبحثوا لهم عن موطئ قدم في الساحة الكوميدية العالمية عبر كبريات القنوات التلفزية العالمية التي تسهر على بث فقرات المهرجان. كما شمل برنامج هذه التظاهرة تنظيم الماستر كلاس للضحك وإعطاء دروس في فن المسرح الفردي أشرف عليها أوسكار سيستو. وتسعى تظاهرة "الماستر كلاس" المقامة بشراكة مع المعهد الفرنسي واستديو الفنون الحية، إلى المساهمة في الرقي بالكوميديا المغربية. بدورها، كانت فنون الشارع حاضرة ضمن برنامج المهرجان، حيث تم تقديم مجموعة من العروض الممتعة والرائعة في هذا الإطار، جمعت بين الاستعراضات وعروض بالدمى العملاقة وبهلوانية ومعارض تشكيلية، وكذا عرض أفلام بساحة جامع الفنا. ولتنويع عروض الفرجة، انفتحت دورة هذه السنة على فن الموسيقى حيث برمج المشرفون على هذه التظاهرة حفلات موسيقية كبرى بمشاركة أسماء فنية وازنة من قبيل مغني الراب جيمس الذي يحيي حفل الاختتام، فضلا عن حضور فنانين مغاربة. ويبقى الجانب الاجتماعي حاضرا أيضا في نسخة هذه النسخة من مهرجان مراكش للضحك من خلال تنظيم مباراة خيرية في كرة القدم، جمعت بين أسماء كروية وازنة وفنانين مشاركين في المهرجان في جو احتفالي وممتع. ويعود ريع هذه المباراة بالكامل إلى العديد من الجمعيات المغربية وخاصة تلك التي تشتغل في مساعدة الأطفال المنحدرين من أوساط مهمشة. وفي تعليقه على النجاح الذي يحققه مهرجان مراكش للضحك والذي ذاع صيته مع توالي الدورات، أشاد جمال الدبوز بالإقبال المتنامي للجمهور والعمل المتميز للفرق المغربية والفرنسية العاملة بالمهرجان، معبرا عن الإرادة الراسخة في العمل بشكل مستمر من أجل الرقي بهذا الحدث البارز بالمدينة الحمراء. كما عبر عن إعجابه بما قامت به فرق العمل المغربية والفرنسية من أجل الكوميديين المشاركين وعن ارتياحه لمستوى أداء هؤلاء الفنانين قصد إدخال الفرحة والبهجة لدى الجمهور الذي يحج بكثرة بمتابعة العروض "مما يحفزنا على الاستمرار"، معربا عن الأمل في أن يصبح مهرجان مراكش للضحك مركزا عالميا للكوميديا في جميع أشكالها.