الأسود تاهت في الشوط الأول والقادوري أنقذ الموقف استهل المنتخب الوطني لكرة القدم مشوار الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 المقررة بالغابون، بانتصار ثمين وغير مقنع على منتخب ليبيا (1-0) في المقابلة التي احتضنها الملعب الكبير بأكادير يوم الجمعة الماضي. واستطاع نجم نادي تورينو الإيطالي عمر القادوري تسجيل الهدف الوحيد في هذه المقابلة في الدقيقة 51، مانحا بذلك المنتخب الوطني أول ثلاث نقاط في تصفيات "الكان" في اللقاء الرسمي الأول ل "أسود الأطلس" منذ شتنبر 2013. وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فقد عرف الشوط الأول تيهان لاعبي المنتخب الوطني في وسط الميدان في ظل الانتشار الجيد لليبيين الذين أغلقوا كل المنافذ في وجه العناصر الوطنية وسيطروا على وسط الميدان بإحكام. ورغم من بعض الفرص السانحة للتسجيل المتاحة للعناصر الوطنية، لم يستطع هؤلاء ترجمتها إلى أهداف خاصة من طرف مهاجم نادي غوانغزو آر أف الصيني عبد الرزاق حمد الله الذي ضيع عدة فرص للتسجيل، بينما حاول لاعب موناكو الفرنسي منير عوبادي التسديد من بعيد، لكن تسديدته مرت على بعد أمتار من الحارس محمد نشنوش. الشوط الثاني عرف بعض التحسن على مستوى البناء الهجومي بعد التغييرات التكتيكية التي أقدم عليها الناخب الوطني بادو الزاكي ما بين الشوطين، إذ ساهم تعزيز الهجوم المغربي في الضغط على الدفاع الليبي الذي استسلم في الدقيقة السادسة من بداية الشوط الثاني بتلقيه لهدف ثمين بأقدام القادوري أنقذ الموقف. بيد أن القادوري لم يقدم المنتظر منه في مباراة الجمعة الماضية كما عهدنا في مناسبات سابقة، شأنه شأن باقي رفاقه الذين تواضعوا في هذا اللقاء، باستثناء الوافد الجديد ولاعب نادي لافال الفرنسي فؤاد شفيق الذي قدم أداء جيدا في الرواق الأيمن وقدم أوراق اعتماده للزاكي بخصوص أحقيته في الرسمية رفقة "أسود الأطلس". بدوره، خلق الجناح الأيمن لنادي غلطة سراي التركي نور الدين أمرابط في الجهة اليمنى، مشاكل كثيرة لدفاع الخصم كما كان وراء العديد من التمريرات الدقيقة والتي لم تجد متممها على مستوى مربع عمليات الليبيين الذين وقفوا سدا منيعا في وجه المنتخب الوطني. وبغض النظر عن النتيجة، فقد قدم المنتخب الليبي أداء جيدا في هذا النزال واستطاع لاعبوه فرض إيقاعهم على اللاعبين المغاربة بالرغم من العياء الذي دب إليهم في نهاية الشوط الثاني نتيجة المجهود البدني الذي بذلوه طيلة فترات المقابلة. وكان الليبيون قاب قوسين من تعديل النتيجة في آخر أنفاس المقابلة بعد خطإ فادح لعبادي في وسط الميدان كاد أن يفسد الأجواء الاحتفالية التي عرفها الملعب الكبير بأكادير المليء بالجماهير المغربية عامة والسوسية خاصة وبلغت حسب تقديرات رسمية حوالي 45 ألف متفرج. واستجاب الزاكي لمطالب الجماهير بخصوص إقحام الموهبة القادمة من نادي ميلان الإيطالي هشام مستور الذي حرك جنبات الملعب بمجرد دخوله إلى رقعة الملعب ومن خلال كرته الأولى التي راودها بحركة تقنية جميلة تجاوبت معها الآلاف من المتفرجين الذين رددوا اسمه كثيرا. ولم يطل تصدر المنتخب الوطني للمجموعة السادسة أكثر من 24 ساعة، إذ فقد صدارته لصالح منتخب الرأس الأخضر الذي اكتسح منتخب ساوتومي بسبعة أهداف لواحد، علما أن المنتخب الوطني سيواجه في الجولة الثانية منتخب ساوتومي على أن ينازل الليبيون منتخب الرأس الأخضر.