مرشح حزب التقدم والاشتراكية يربك حسابات «الكبار» في الشمال علمت بيان اليوم أن دخول مرشح حزب التقدم والاشتراكية، أحمد الديبوني، لخوض غمار الانتخابات الجزئية المقرر إجراؤها في 31 من الشهر الجاري، في جهة طنجة تطوان، لشغل خمس مقاعد ألغاها المجلس الدستوري في وقت سابق، «قد أربك حسابات» من يوصفون ب»الكبار» هنالك. وكان كل من حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار يعولون على تخلي الديبوني عن الترشح، لفسح المجال أمامهما لكسب الأصوات في مناطق نفوذ مرشح التقدم والاشتراكية، إلا أن ترشيحه من طرف حزب «الكتاب» فاجأ منافسيه، سيما سمير عبد المولى وكيل لائحة البام. ويدخل الديبوني إلى هذه الانتخابات مسنودا بعشر رؤساء جماعات بالجهة على الأقل، مضافا إليهم المستشار البرلماني عبد الواحد الشاعر الملتحق بدوره مؤخرا بحزب التقدم الاشتراكية، علاوة على منتخبي الحزب الذين يناهز عددهم خمسين مستشارا جماعيا، دون حساب المنتخبين الملتحقين بالحزب، ما يجعل قدرته التنافسية أكبر كقوة ضاربة. وفي سياق متصل، تخلى فؤاد العماري عن موقعه في لائحة حزب الأصالة والمعاصرة وصيفا لعبد المولى، بعد أن «تلقى تعليمات من شقيقه إلياس العماري، القيادي بالبام تقضي بضرورة تركه لموقعه في اللائحة» بسبب تخوفات من سقوط مدوّ لعضو المكتب الوطني في هذه الانتخابات. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها بيان اليوم، فإن تحليلا للمعطيات أجراه قياديون بحزب «التراكتور»، كشف عن «تقلص في القاعدة الانتخابية للحزب بالجهة، وسخطا عارما من طرف الناخبين الكبار على سمير عبد المولى، فضلا عن وجود خصومات بينه وبين قياديين جهويين بالحزب نفسه». ويعزو مصدر الجريدة، تقلص القاعدة الانتخابية لحزب البام هنالك، إلى استقالة ست رؤساء جماعات وعدد من أعضاء المجلس الوطني للحزب يقودهم، عضو مكتبه الوطني السابق، أحمد الديبوني. كما أن الخصومة بين عبد المولى وقياديين جهويين من حزبه، تكشف عن نفسها في «محاولة بعضهم الإيقاع بعمدة طنجة، عن طريق تطمينه بنتائج غير مضمونة، وعناصرها غير متوفرة في الواقع». وتتخوف القيادة المركزية من سقوط مدو لعبد المولى مثل ما وقع في الجهة الشرقية بسقوط نائب الأمين العام، علي بلحاج، وقد بات هذا السيناريو مرجحا بشكل كبير، سيما أن التجمعيين الذين كان يعول عليهم دعم لائحة البام، تفاهمت أقطابهم بالجهة على مرشح واحد. ووفق مصادر مطلعة، فإن مرزوق مخلوف الذي كان مرشحا لقيادة لائحة الأحرار، سرعان ما عاد ليسحب طلبه، تاركا المجال لمحمد البكوري، المقرب من رشيد الطالبي العلمي، وقد يبقى هذا الوضع على حاله ما لم تتغير بعض الرؤى. ورغم أن فترة إيداع الترشيحات تبدأ يوم غد الخميس، إلا أن «اجتماعات ماراطونية أشبه باجتماعات خلية طوارئ، بين التجمعيين والبام، تسعى إلى إيجاد مخرج لتفادي سقوط عبد المولى أو مرشحي الحزب معا»، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة، حتى إن المقترح الذي لم يؤخذ به من قبل والمتعلق بدخول الحزبين بلائحة مشتركة، قد يعود إلى الواجهة، لإنقاذ العمدة والتضحية بمرشح الأحرار. وعدا ذلك، تبقى الترشيحات الأخرى عادية، وإن كان المميز لترشيحات كل من حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن مقاعدهما الأربع اللائي حصلا عليها في أكتوبر الماضي، بات حلما كسبهما من جديد.