تقليد جميل خطه الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالدارالبيضاء-انفا-، بحرصه على تكريم والاحتفاء بالقدماء من مناضلات ومناضلي الحزب، تقديرا واعترافا ووفاء من الأجيال الجديدة لما قدمه وراكمه القدماء من عطاءات وتضحيات ونضالات متواصلة. ففي فضاء المركب الثقافي ( سيدي بليوط ) بالدار البيضاء، كان موعد الرفاق، يوم الأربعاء الماضي، مع محطة جديدة لتجسيد قيم النبل والتقدير والامتنان للأوفياء والمخلصين في خدمة قضايا الوطن والشعب. هي محطة/ حفل تكريم ثلة من قيدومي هذا الفرع الحزبي المعروف بعراقة وتجذر تاريخه النضالي الممتد عبر العشرات والعشرات من الأعوام، فرع الدارالبيضاء –أنفا، أو المدينة القديمة، هو من الفروع التي واصلت عملها التنظيمي ونضالها السياسي منذ تأسيس الحزب في أربعينيات القرن الماضي، ويعد تاريخه بمثابة حلقات وصل بين أجيال المناضلين والقادة المحنكين والأوفياء. في أجواء احتفالية، وعلى نغمات الطرب الأصيل، وأمام شاشة عرض لوثائق الحزب وصور من ذاكرته التاريخية، انطلقت فعالية الحفل بكل ما له من معان رمزية و بالغة الدلالات. وطبعا، كان لابد من إبراز هذه الدلالات، والسياق الذي يندرج فيه هذا الجمع الرفاقي بامتياز، وكذا اللحظة السياسية الراهنة بمعطياتها وأفقها المنظور . فكانت كلمة أحمد زكي التقديمة، باسم أعضاء مكتب الفرع ونيابة عن كاتبه الأول، حيث أبرز، في البداية، أن هذه المبادرة تعتبر من صميم تقاليد حزب التقدم والاشتراكية الذي ينبني نشاطه على الانخراط النضالي الواعي لمناضليه. وقبل أن يعطي لمحات من حياة ومسار المكرمين، توقف بالخصوص عند الظرفية السياسية الحالية وما ينتظر من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. فأشار بتركيز إلى أن البلاد دخلت، مع الدستور الجديد تحولات إصلاحية كبيرة، وأن الحزب ساهم بفعالية في هذا الاتجاه، سواء من خلال موقعه في تدبير الشأن العام أو من خلال ما يتقدم به من مقترحات ومبادرات على مستوى البرلمان. وعلى الصعيد المحلي، وبعد أن استعرض بعض المحطات الأساسية في تجربة وعمل الفرع، توقف كذلك عند أوضاع الدارالبيضاء وانتظارات ساكنتها، وما تشكله الانتخابات الجماعية المقبلة من فرصة لتصحيح الاختلالات المسجلة في تدبير الشأن المحلي، مؤكدا على أن ذلك يستدعي من التنظيمات المحلية للحزب الرفع من مستوى التعبئة والمزيد من الاهتمام بقضايا المواطنين والمواطنات . ختم احمد زكي كلمته بالإشادة بالوجوه التي سعد الرفاق بتكريمهم: ويتعلق الأمر بالرفاق والرفيقات، المحجوب الكواري، عبدالله الغربي، بدري الغالي، وأمينة الكوهن. وهم من قدماء الحزب الذين يجرون وراءهم صفحات مشرقة من النضال المتواصل، وتقلدوا عدة مهام ومسؤوليات جهويا ووطنيا، وفي كل المراحل التي اجتازها الحزب، خاصة منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي. مباشرة بعد ذلك تولى الرفاق عبدالرحيم بنصر، مصطفى التريعي، عائشة لبلق، وأحمد بوكيوض تسليم ذرع التكريم للمحتفى بهم . وفي جو مؤثر، وقبل متابعة بقية فقرات الحفل، تقدم المحجوب الكواري بكلمة، شاكرا باسم المكرمين، مبادرة الفرع التي أكد أنها لا تعني، بالنسبة لهم الإحالة على ( التقاعد) من النشاط والعمل النضالي، وبالتالي فإنهم يظلون دائما في بيتهم الحزبي وفي مواقع النضال من أجل تحقيق المزيد والمزيد من المكتسبات وتعزيز وترسيخ البناء الديمقراطي.