انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أول أمس الأربعاء أحكام الإعدام ضد معارضي الانقلاب العسكري في مصري، في حين دافع عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يزور برلين وسط احتجاجات مناهضة له. وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي ببرلين إن عدد أحكام الإعدام في مصر كبير، وأكدت ضرورة تجنب ذلك، وأضافت أن بلادها ترفض عقوبة الإعدام حتى لو تعلق الأمر بما سمتها عمليات إرهابية. وتابعت أن هناك أسبابا مهمة لقيام علاقات وثيقة بين بلادها ومصر، مثل المصلحة المشتركة في تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة، لكنها قالت إن هناك اختلافا في بعض المسائل، مشيرة إلى أحكام الإعدام التي تستهدف المعارضين لنظام السيسي. والتقى السيسي ميركل والرئيس الألماني جواكيم غاوك، في حين رفض رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاءه احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة بمصر. يذكر أن الزيارة تأتي بعد أيام فقط من إحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي وقادة من جماعة الإخوان المسلمين وأسرى وشهداء فلسطينيين إلى المفتي، في ما يعرف باقتحام السجون أثناء ثورة يناير والهرب منها، وقد أثار الحكم على مرسي انتقادات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية دولية. من جهته، دافع الرئيس المصري عن أحكام الإعدام الصادرة من القضاء المصري على رافضي الانقلاب، وقال إن معظمها أحكام غيابية تسقط بحكم القانون بمجرد مثول المتهم أمام المحكمة. ونفى السيسي أن تكون تلك الأحكام معبرة عن محاكم استثنائية أو ثورية، قائلا إن الدولة "لا تقيم محاكم تفتيش للمعارضين"، وصرح بأن المصريين يريدون الديمقراطية والحرية أسوة بالألمان وغيرهم، لكنه قال إن مصر تمر "بظروف صعبة". وقال إنه لن يسمح بأن تصبح مثل سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن، مضيفا أنه تصدى لما سماها "الفاشية الدينية"، ومنع حربا أهلية كان يمكن أن تحدث، في إشارة إلى الانقلاب الذي نفذه في الثالث من يوليوز 2013. وواجه السيسي احتجاجات من مصريين معارضين للانقلاب، ومن أحزاب ألمانية انتقدت زيارته بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان. وقد تظاهر مئات أمام مقر المستشارة الألمانية ميركل في برلين احتجاجا على الزيارة، وأفاد مراسل الجزيرة بأن نحو 25 منظمة شاركت في المظاهرة، فضلا عن ناشطين قدموا من دول مجاورة. وخلال المؤتمر الصحفي لميركل والسيسي، رفعت الصحفية المصرية المقيمة بألمانيا فجر العدلي علامة "رابعة"، وصرخت في وجه الرئيس المصري قائلة "قاتل"، بينما رد صحفيون مؤيدون للنظام بالهتاف لمصر، وقامت عناصر من الأمن الألماني بإبعاد الصحفية، في حين غادرت ميركل والسيسي المكان. وكان السيسي اصطحب معه ممثلين مؤيدين له بينهم يسرا وأحمد بدير، وواجه هؤلاء بدورهم في برلين هتافات منددة بدعمهم السيسي. وخلال الزيارة، وقعت مجموعة "سيمنس" الألمانية صفقة بقيمة ثمانية مليارات يورو (تسعة مليارات دولار) مع مصر لتوريد محطات كهرباء تعمل بالغاز والبخار بهدف زيادة طاقة توليد الكهرباء في البلاد.