تحرص"جمعية كفايت للثقافة والتنمية" منذ تأسيسها سنة 2003 على جعل العمل الجمعوي ثروة إنسانية قابلة لأن تشكل إسهاما في بناء النموذج التنموي المحلي من خلال تحريك الإمكانات المادية والرصيد اللامادي المحلي، واستثمارهما في نسق يستهدف الإنسان في عمقه الثقافي والاقتصادي، ولعل أن يقدم ريبرتوار الجمعية من الأنشطة والمشاريع الثقافية والتنموية صورة لهذه الرؤية القائمة على ربط التنموي بالثقافي. و " الموكب الأدبي" إذ يترسخ موعدا ثقافيا للقاء كتاب ومبدعي وفناني الجهة الشرقية في نسخة ثالثة له بدعم من عدد من الإطارات الثقافية والمؤسسات بالجهة، فإنه يشكل قيمة مضافة للدينامية الثقافية والتنموية التي تشهدها جهتنا منذ مطلع العشرية الأخيرة، كما يشكل مناسبة لالتقاء الروافد الثقافية والفنية في موكب احتفالي يتحرك بكائناته الإبداعية المتنوعة نحو الأفق الرحب، بما يجعل منه ملمحا لتثمين رأسمالنا اللامادي و تظاهرة للكشف عن جانب من رصيدنا الرمزي الذي يشكل أحد أوجه ثروتنا، وإحدى روافع الإقلاه التنموي لجهتنا الشرقية. ولئن كانت النسخة الثالثة ل"الموكب الأدبي" الموزع تنظيمها ما بين 28 و31 ماي تتخذ لها شعار "ألف قصة وقصة"، فإنها تحتفي هذه السنة بقوة الفن في منح المتلاشيات الحديدية حيوات جديدة من خلال منحوتة ينجزها الفنان الفرنسي "ألان مينيان" بمنتزه كفايت، وتحتفل هذه الدورة بشكل وازن بالمنجز الإبداعي القصصي بالجهة الشرقية، من خلال نشر باقة من الأعمال القصصية تعطي صورة بانورامية لهذا الفن الأدبي بالجهة، بواسطة انتقاء مجموعات قصصية لكل من محمد العتروس، محمد مباركي، بديعة بنمراح، ميمون حيرش، مريم لحلو، الحسن بنمونة، محمد حامدي، سعيد كفايتي ورشيد قدوري، إضافة إلى عمل جماعي لأصوات استطاعت أن تكرس نفسها بوصفها أصواتا قصصية بالجهة وتتضمن هذه الأضمومة الجماعية محمد حماس، عبد الله زروال، سعدية سلايلي، عيسى حموتي، نورالدين كرماط، نور الدين الفيلالي، علي عبدوس، محمد عزوز، عبد القهار الحجاري، خالد مزياني، نور الدين الصغير، زلفى أشهبون، نجاة قيشو، وكذا تخصيص عمل جماعي لأصوات قصصية شابة تشق مساراتها الأدبية بتوق وتطلع، ويتعلق الأمر بحمزة بلعيش، ندى الحجاري، هناء حموتي، سلمى وعمرو، عبد الإله مهداد، سفيان أشلواو، إحسان الراشدي، سارة اليعقوبي، محمد حمو، أحمد الحياني، عادل التكفاوي، محمد الهدار ونجية دينار. علما بأن هذه الباقة من المنشورات هي باقة تمثيلية فقط، إذ أن هناك عددا من القاصات والقاصين الذين يستحقون عن جدارة أن يكونوا ضمن باقة هذه السنة، لكن الإمكانات المحدودة لم تتح للجمعية إمكانية تغطية كل الأصوات القصصية التي تصدح في سماء الجهة الشرقية. هذا وقد اختارت إدارة الموكب الأدبي في نسخته الثالثة أن تشتغل ثلة من الفنانين التشكيليين على هذه الأعمال القصصية لتقديم أعمال تشكيلة متناغمة مع مضامين هذه الدورة، ويشارك في هذا المعرض التشكيلي الجماعي فنانو الجهة الشرقية: اليزيد خرباش، نورد الدين مضران، إدريس الرحاوي، محمد بنحمزة، أسماء الورياشي، عبد النبي كتوي، جواد امباركي، إبراهيم حمامي، البكاي مكاوي، علاوة على الفنانة التونسية المقيمة بفرنسا هندا لوليزي .. كما سيشتغل الفنانان باهي رحال والطيب غوردو على المعرض الفوتوغرافي. إنها إذن مناسبة للتواصل الحميمي بين التجارب الإبداعية، ولحظة للإنشاد والقراءة والتعبير التشكيلي والمسرحي والسينمائي والتصوير الفوتوغرافي ومحطات للاحتفاء والنقد وتقديم المنجز الأدبي والفني بالجهة الشرقية، وكذا الكشف عن المشاريع الفنية والإبداعية المستقبيلة للمشاركين والمشاركات في الموكب. كما يتضمن برنامج الموكب الأدبي في نسخته الثالثة ندوة حول "المعادلات التنموية الممكنة لإقليم جرادة بعد إغلاق المناجم"، يشارك فيها مختصون وأكاديميون، وندوة حول " فن القصة بالجهة الشرقية : بنيات التراكم وخصوصياته" يشارك فيها نخبة من النقاد والكتاب بالجهة، هذا علاون على فقرات فنية وثقافية متنوعة تغطي الأيام الأربعة لتظاهرة الموكب الأدبي. هذا، ويتشرف "الموكب الأدبي" في نسخته الحالية باستضافة سندباد القصة المغربية المبدع الكبير أحمد بوزفور، رفقة ضيوف الشرف: ربيعة ريحان، جمال بوطيب، عبد الله المتقي ودامي أم عمر، الذين سيشاركون مبدعي الجهة الشرقية احتفاليتهم بجنس القصة. وترسيخا لثقافة العرفان وتثمين التجارب الفنية بالجهة، سيتم في هذه الدورة ل" الموكب الأدبي" الاحتفاء بالفنان صاحب الأنامل الغرناطية الساحرة "أحمد فقير"، الذي كرس حياته لخدمة فن الطرب الغرناطي ليصبح أيقونة لهذا اللون من الطرب الذي يميز مدينة وجدة الألفية، هذا بعدما ما تم في النسخة السابقة للموكب الاحتفاء بتجربة الفنان التشكيلي "اليزيد خرباش"، وفي النسخة الأسبق بتجربة الفنان الفوتوغرافي "محمد تاغزوت".