ارتأى المشرفون على تنظيم المعرض الجهوي للكتاب والنشر بوجدة، الذي انطلقت فعاليات نسخته السادسة مساء أمس الاثنين، مواصلة الاحتفاء،للسنة الثانية على التوالي، بالإبداع والمبدعين بالجهة الشرقية، اعترافا وتقديرا لعملهم الدؤوب وتفانيهم وحرصهم على النهوض بالمشهد الثقافي وإثرائه. فقد خصص البرنامج الثقافي والفني، الذي يواكب المعرض في دورته لهذه السنة، للاحتفاء بالإصدارات والأعمال الأدبية والنقدية الغنية والمتنوعة لكتاب وأدباء الجهة الشرقية، وهي سنة حميدة سنتها رابطة الفنانين والمبدعين بالجهة بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة. وأبرز الأستاذ محمد يحيى قاسمي، رئيس رابطة الفنانين والمبدعين بالجهة الشرقية، حصيلة مختلف الإصدارات الجديدة في مجال الكتابات الفنية والإبداعية بالجهة لسنة 2014، والتي وصل عددها لحد الآن إلى حوالي 72 مؤلفا في المجال الأدبي والنقدي. وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المحاضرة التي ألقاها تحت عنوان "الأدب المغربي بالجهة الشرقية.. حصيلة سنة 2014″، أن الشعر يحتل دائما الصدارة ضمن هذه الإصدارات بحوالي 18 مجموعة شعرية، تليه القصة القصيرة والرواية والمسرح ثم الزجل. وأشار إلى أن النقد يمثل تقريبا نصف هذا التراكم الإبداعي، والذي يمكن تقسيمه إلى النقد العام الذي يتناول مجموعة من الأجناس الأدبية، ونقد الشعر، ثم النقد القصصي الذي يحتل مرتبة مهمة، إذ أصبحت الآن القصة القصيرة، حسب رأيه، تحتل مرتبة مهمة في الإبداع الأدبي لعدة اعتبارات. وأضاف أن الملاحظة الأساسية التي يمكن تسجيلها في حصيلة هذه الإصدارات الإبداعية لسنة 2014 ، تكمن في غياب الأقلام النسائية في المجال النقدي، إذ لم تسجل الحصيلة أي اسم إبداعي نسائي، وهو ما يعني، حسب قوله، أن المرأة دائما لاتهتم بما فيه الكفاية بالنقد رغم حضورها في المجال الإبداعي بخمسة أسماء نسائية دون معرفة السبب في ذلك. واعتبر أن حصيلة إصدارات سنة 2014 للإبداع المغربي بالجهة الشرقية غنية جدا وتضاعفت مقارنة مع السنة الماضية (2013)، التي بلغ عددها 37 مؤلفا موزعا على مختلف الأجناس الأدبية، وهي حصيلة اعتبرها ضعيفة خاصة أنها تتميز بطغيان الإبداع على المجال النقدي والشعر على باقي الأجناس الأخرى فضلا عن قلة الأقلام النسائية. وأكد أنه بالنظر إلى ارتفاع عدد الراغبين في المشاركة في توقيع مؤلفاتهم الجديدة هذه السنة في إطار فعاليات معرض الكتاب والنشر، فقد ارتأت الجهة المنظمة فتح الباب للأصوات الجديدة التي لم يفسح لها المجال في المعارض السابقة. ولذلك، يتم في هذا الصدد، برمجة الاحتفاء طيلة أيام المعرض بمجموعة من الأصوات الشعرية التي ظهرت لأول مرة على الساحة الفنية، وبالرواية المغربية في شخص روائيين كبيرين هما محمد لمباركي في روايته "رائحة التراب المبلل"، وعبد الباسط زخنيني الذي فاز بجائزة القناة الثانية للرواية، برواية "موسم سقوط الأوراق الميتة". وسيتم أيضا خلال أيام هذه التظاهرة الثقافية، التي سيحتضن هذه السنة فضاء مسرح محمد السادس الذي تم تدشينه مؤخرا، أنشطتها الثقافية المواكبة للمعرض، الاحتفاء بالقصة القصيرة بالجهة الشرقية من خلال الاستماع لأصوات جديدة تنشر أعمالها لأول مرة، إضافة إلى تخصيص، ولأول مرة كذلك، يوما للمرأة في رحاب الكتابة النسائية حيث يتم الاستماع لأصوات نسائية نقدا وإبداعا. ويشكل المعرض الجهوي للكتاب والنشر، الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة في دورته السادسة لهذه السنة تحت شعار "المعرض الجهوي للكتاب رحاب الإبداع والمبدعين بالجهة الشرقية"، موعدا سنويا للالتقاء والتواصل وكذا تبادل الآراء والأفكار بين المفكرين والمبدعين على مستوى المنطقة، إلى جانب تقريب الكتاب من القارئ واطلاع الزوار وساكنة الجهة على الرصيد المعرفي الغني والمتنوع الذي تتوفر عليه الجهة. ويتضمن هذا المعرض، المنظم إلى غاية ثاني نونبر المقبل، 20 رواقا يتم خلالها عرض آخر الإصدارات وعشرات الكتب والمطبوعات والمنشورات التي تعنى بمختلف أصناف المعرفة الفكرية والأدبية والتاريخية والفلسفية، فضلا عن إصدارات علمية وكتب مخصصة للأطفال. وينظم هذا المعرض بدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات وتنسيق مع رابطة الفنانين المبدعين بالجهة الشرقية، وشراكة مع الولاية ومجلسي الجهة وعمالة وجدة أنجاد والجماعة الحضرية ووكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة، وكذا فعاليات المجتمع المدني (جمعية كتبي الجهة الشرقية).