بيضاويون يطالبون بفتح تحقيق في الخروقات التي شابت المشروع «الحق في الحياة يعلو على باقي الحقوق الأخرى بما فيها الحق في السكن. كلمة قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، ولازال صداها يتردد في ألأفواه المواطنين الذين يعانون معظلة البناء الآيل للسقوط. آخر الصيحات المستنجدة بكلام نبيل بنعبدالله جاءت من ساكنة ‹›الشطر الأول›› من مشروع أبراج الفداء بالدار البيضاء في شكاية موجهة إلى عامل عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان والتي تطالب بفتح تحقيق شامل عن الأضرار التي لحقتهم جراء مجموعة من الخروقات المتعلقة بالمشروع. وقال بومهدي القرشي وحسن نقراشي القاطنين بالعمارتين i وg أثناء حديثهما ل ‹›بيان اليوم›› إن الشركة المكلفة بالمشروع أخلت بشروط العقد وتأخرت في تسليم مفاتيح الشقق التي كان منتظرا تسليمها سنة 2012 لسنتين بعد (2014)، وعمدت في ذلك على تسليمها لأصحابها بالرغم من عدم توصلها برخصة الإسكان (permis d'habiter)، وهو ما يعد خرقا لقانون التعمير. وأضاف المشتكيان ضمن مجموعة من السكان المتضررين في شكاية محملة بعريضة من التوقيعات تتوفر ‹›بيان اليوم›› على نسخة منها، أنه من بين الاختلالات التي يشهدها المشروع عدم تخصيص السكن للبواب داخل العمارة، وهو ما يخالف القانون المتعلق بالملكية المشتركة، مما يجعلها مهددة بالسرقات والاعتداءات التي غالبا ما تكون معرضة لها. وعبر المتضررون في نفس الشكاية عن سخطهم من ضيق المرأب وعدم ترقيمه، إذ يتسع ل47 مكان خاص بركن السيارات فقط في مشروع يضم 120 شقة، وهو ما من شأنه أن يدخل ساكنة المشروع في تطاحنات وصراعات فيما بينهم. هذا بالإضافة إلى ضعف المساحات الخضراء بالمشروع والمتجسدة في 80 شجرة مقارنة مع كثافة الشقق المحددة في 120 شقة خاصة بالشطر الأول، الشيء الذي يظهر خللا واضحا بمضامين القانون البيئي. ولم تتوقف خروقات المشروع حسب السكان المتضررين دائما عند هذا الحد، بل تمادت إلى سوء جودة أنابيب المياه التي باتت تصدر روائح كريهة بمعظم مطابخ العمارات وذلك راجع لغياب التهوية، بعد أن تسببت مخلفات البناء في إقفال مخارجها، هذا في الوقت الذي تعاني فيه العمارات g وh وi من غياب الكاتم الصوتي وهو ما يرسل ضجيج الجار إلى جاره وكأن الجميع متواجد في شقة واحدة. وبعد شكاية نشرتها جريدة ‹›بيان اليوم››، وتحديدا في 20/12/2014 سجل المهندس المعماري المشرف على المشروع محضرا، اعترف من خلاله ببعض هذه الخروقات التي تستوجب الإصلاحات يقول المتضررون. وهو ما تم بالفعل حيث انطلقت الأشغال فيما بعد إلا أنها لا تزال تسير ببطئ، الأمر الذي يطالب من خلاله سكان الشطر الأول من مشروع أبراج الفداء الشركة المسؤولة بضرورة التسريع من وثيرة الأشغال مع إيجاد حل يقضي بترقيم المرأب، وأيضا إعادة ترميم السور الخارجي للمشروع الذي يعاني من تصدعات وتشققات باتت تشكل خطرا على الساكنة (أنظر الصورة). هذا في وقت ألزم فيه سكان العمارات g وh وi المنعش العقاري بضرورة توفير المساكن للحراس مع تطبيق المعايير التعميرية التي تهم قانون التعمير من جهة والعقد من جهة ثانية. فهل سينتظر السكان حادث انهيار جديد ليتجدد النقاش بين الفاعلين المحليين وسكان المدينة حول مستقبل الدور الآيلة للسقوط والمقاربات المعتمدة لحل هذه الإشكالية إن ما يقع بأبراج الفداء يشكل بالفعل هاجسا حقيقيا يؤرق المسؤولين كما المواطنين في أكبر تحد يهدد الأمن العام للحي. إذ يمكن لأي انهيار أن يخلف حوادث انهيارات بالمنازل المجاورة. وبالتالي فالتدخل اللآني يكتسي صبغة استعجالية يجب أن تتم بتنسيق مع السلطات المحلية لوقف تهديد قنبلة موقوتة يمكنها أن تنفجر في أية لحظة.