تحتار الأمهات بعدما يقارب أبنائهن وبناتهن عمر المراهقة في الكيفية التي يمكن إبلاغهم بها مفاهيم التربية الجنسية، وما هي المعلومات التي يجب عليهم معرفتها عن البلوغ سواء للفتى أم الفتاة أو الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة وغير ذلك. وبالنسبة للفتاة بالطبع هناك حديث طويل عن الدورة الشهرية وما يتتبعها من عناية وتسجيل لأيامها وغيرها. غالبا ما يكون دور الأم هو الأبرز في حياة الفتاة، بينما يكون دور الأب مهم في حياة الفتى، ولذلك يجب على الأبوين التوازن في القرب النفسي والعاطفي وبناء الصداقة منذ الصغر للأم مع الفتى والفتاة، وللأب مع الاثنين أيضا، مع تفضيل تقسيم الأدوار منعا لإحراج الأبناء والبنات وترسيخا لهوية كل منهم. يجب على الأبوين الاستعداد المسبق لتلك المرحلة والقراءة عنها ومعرفة التغيرات المنتظرة وكيفية الحديث مع الأبناء حتى لا يسلك أيهما سلوكا خاطئا يؤثر على مفاهيم الأبناء أو على علاقته بهم. الوقاية خير من العلاج من البداية على الأبوين أن يهتما بأبنائهما من خلال: - إنشاء علاقة صداقة قوية بينكما تمكنك وتمكن الوالد من معرفة حياة الابن ومتابعتها ومعرفة الأصدقاء. - مراقبة ما يصل للابن أو الابنة من قراءات وصحف ومجلات ومتابعات على الكمبيوتر والإنترنت، وتشجيع الأبناء على اختيار المفيد منها. - الحرص على عدم رؤيته لأفلام أو فيديوهات لا تناسب عمره أو بها من المشاهد ما لا يناسبه حتى لا تختزن في ذاكرته. - منذ الصغر عدم ممارسة العلاقة الحميمة بحضور الأطفال بمجرد تمام العام الأول، وعدم الاعتقاد بأنه "صغير لا يفهم". لكن هذا لا يعني عدم تبادل العناق والقبلات غير الحارة بالطبع أمام الأبناء فهي مما تشعر الأبناء بالسعادة والدفء والمحبة والأمان. - الانتباه للتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليه لمعرفة الوقت المناسب للحديث معه. - إشراكه في نشاطات ثقافية كالمكتبات العامة والمراكز الثقافية، ونشاطات رياضية كالنادي ومراكز الشباب والرياضة. الفرق بين المراهقة والبلوغ المراهقة هي الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، والبلوغ هو وصول المراهق جسمانيا إلى مرحلة اكتمال الوظائف الجنسية والقدرة على التناسل. وبهذا فإن المراهقة تبدأ أحيانا قبل البلوغ وتكتمل مدة ما بين 8 إلى 10 سنوات حتى يصبح الشخص ناضجا. الحديث مع الأبناء يبدأ الحديث مع الأبناء من عمر ما قبل المدرسة للتأكيد على أهمية عدم لمس الآخرين له أو عدم كشفه لجسمه أمام أحد دون مبالغة مفزعة لكن مع الحرص على التأكيد على الأمر. لا يجب تعنيف الطفل عندما يسأل أو يلمس جهازه التناسلي مثلا، بل يجب غبعد يديه برفق وصرف انتباهه. ومن المستحسن أن يحضر الأبوان مبكرا إجابات مناسبة للأسئلة الشائعة مثل كيف يدخل الطفل إلى بطن ماما؟ والتي ممكن أن تكون أن الله يخلق الطفل في بطن ماما بعدما تتزوج بابا مثلا، وغير ذلك. كما يجب الحرص على عدم التهرب من الأسئلة أو تجاهلها. في نهاية المرحلة الابتدائية وبداية الإعدادية يقرب الأطفال من سن البلوغ ويصبح لزاما على الأبوين إجابة الأسئلة والحديث مع الفتى عن البلوغ لديه ومعنى الانتصاب والاحتلام وممارسة العادة السرية وأهمية النظافة الشخصية وكيفية صرف الأفكار عن الذهن وكيفية صرف الطاقة في الرياضة وغيرها. ومن المهم التأكيد للصغار على أهمية الصداقة بينهم وبين والديهم حتى يتوجهوا إليهم دائما من أجل الاستشارة. وبالتأكيد فإن الأب هو الأفضل بالنسبة للفتى. أما الفتاة فيجب على الأم الحديث معها عن ماهية الدورة الشهرية وكيف ولماذا تحدث، بدءا من إفراز البويضة إلى وصول الدورة الشهرية في صورة دم الحيض، وكيف يحدث الحمل وما تتعرض له المرأة أثناء الدورة الشهرية من اضطرابات، وأهمية عنايتها بنفسها وكيفية تخلصها من الألم والمنتجات الصحية اللازمة وهكذا. ومن المفيد أن يقرأ الأب والأم عن الأمر ويشرح كل منهما للأبناء شرحا علميا مفصلا. وإن حدث وكان أحد الأبوين شديد الخجل وهو ما لا يجب أن يكون أبدا، فمن الممكن طلب ذلك من أحد المعارف الأطباء بشرط أن يكون شخصا ذا ثقة، وأن يتم ذلك في المنزل العائلي، أو مع بعض أبناء العائلة من نفس العمر الذكور معا والإناث معا بالطبع. وإن كان الأفضل ألا يتعرض الطفل للإحراج وأن يكون أبواه هما الأقرب له. وعلى الأبوين شرح كيفية ممارسة الجنس للفتى والفتاة –كل على حدة بالطبع- ويجدب تجنب محاولة شرح الأمر بطريقة كاذبة وغير صحيحة، ويمكن الاستعانة بكتب توضع للأبوين كيفية التطرق للموضوع. هذا الأمر مهم لحماية الابن أو الابنة من التعرض لأي استغلال.